حميد زيد – كود//
ماذا أصابك يا فرنسا.
ماذا حدث لك حتى صارت سفاراتك في المغرب تصدر البلاغات والتكذيبات. وتنفي ما تقوله الصحافة المغربية.
ورغم أن لا أحد في المغرب الرسمي اتهمك يا فرنسا بمنع مرور الزعيم القبايلي فرحات مهني في قناة إخبارية من قنواتك الخاصة.
ورغم أن لا دخل لنا في الأمر. وهو شأن فرنسي خاص.
فقد صرت مثل الأنظمة المستبدة.
ومثل أي جمهورية موز.
ومثل ليبيا القذافي.
ومثل النظام الجزائري. ومثل كل الدول البارعة في البيانات والبلاغات.
تسرعين إلى تكذيب ما يكتب عنك. وتثييرين يا فرنسا حولك الشكوك.
وكأنك بذلك تعترفين بالخطأ.
وكأن المريب كاد أن يقول خذوني.
فهكذا تعودنا في المغرب أن تفعل السفارات التي تمثل الدول التي لا حرية فيها.
ولا صحافة.
وكل شيء متحكم فيه.
كأنك بذلك تقلديننا.
كأنك قررت أن تكوني نموذجا.
حقا. حقا. ماذا أصابك يا فرنسا. وماذا أصاب سفارتك في الرباط. حتى صارت تتصرف بهذا الشكل الغريب.
وهل هي فارغة.
وهل مغلقة.
وهل بها أشخاص هواة. يلعبون بالدبلوماسية الفرنسية. وبسمعة فرنسا.
وهل تم الاستيلاء عليها. وهناك من يحتلها الآن ليكتب هذه البلاغات بهدف الإساءة إلى فرنسا.
وهل فيها الشيوعيون.
وهل يشتغل فيها الماويون الفرنسيون.
فنحن في المغرب لا نصدق أنك أنت من تكتبين هذه البلاغات.
هذا ليس أسلوبك يا فرنسا.
هذه ليست لغتك.
نلذلك نحن نشك في أنك مختطفة. ونرغب في الاطمئنان عليك يا فرنسا.
نحن هنا لا نستوعب ما يقع لك.
كأنك لست فرنسا.
وكأنهم دوخوك. كأنهم خدروك. كأنهم أسكروك بالغاز يا فرنسا.
كأنك محتجزة.
كأن شعار فرنسا مسخ وتحول إلى”غاز. مساواة. إخاء”.
كأن من يحكم فرنسا شطب على كلمة حرية.
وهي مجمدة في الوقت الحالي.
وهي متوقفة عن العمل لأسباب سياسية وتتعلق بالمتغيرات في العالم.
وممنوع على لوموند وعلى القنوات الإخبارية الفرنسية التطرق إلى كل ما يمكنه أن يزعج العسكر في الحزائر.
لكن هل أنت بخير يا فرنسا.
فنحن لا نفرض عليك أن تكوني في صفنا.
ليس هذا ما نريده منك يا فرنسا.
نحن فقط مندهشون من عدم حرصك على سمعتك. وعلى صورتك.
نحن نريدك كما كنت دائما مع الحرية.
نريدك حرة.
نريدك أن تظلي نموذجا.
هذا فقط ما نريده.
نحن نريد فحسب أن نطمئن على صحتك. وعلى سلامتك الديمقراطية. وعلى شعاراتك.
نريدك ألا تتخلي عنها.
فتخيلي هذا يا فرنسا. تخيلي. وبعد كل التضحيات. وبعد الثورة. وبعد الأنوار. وبعد ماي 68.
تخيلي أن يصل الوضع بسفارتك في الرباط إلى تكذيب خبر لا دخل للمغاربة فيه.
ويتعلق بمنع معارض جزائري من المرور في قناة CNews.
ألو
ألو فرنسا
نريد أن نتأكد. هل أنت فعلا فرنسا. أم دولة أخرى. أم أن حتى فرنسا لم تعد هي فرنسا.
و صارت مثل غيرها.
تنشر البلاغات. وتبرىء رئيسها. ومن كثرة تكذيبها لما يكتب عنها. تشعر أنها متورطة.
وأن الحرية في الوقت الحالي معطلة.
ولا أحد يعرف متى ستعود.
ومتى ستسترجع فرنسا شعارها الثلاثي.