كود : يونس أفطيط//
نصيحة : حين تفكر في إجراء حوار مع أحد قادة العدالة والتنمية تذكر جيدا، إما أن تبث الحوار كاملا دون أي تقطيع، أو تمنع أي شخص من الحاضرين من توثيق الحوار.
هذه النصيحة جاءت بسبب ما قام به حزب العدالة والتنمية على موقعه الالكتروني حين نشر مقطع فيديو بعنوان :” مقطع لحوار ابن كيران لم تبثه العربية”، ما يحيل أن العدالة والتنمية وبشكل مباشر يعيب على قناة العربية أنها لم تنشر ما جاء في الحوار كاملا، دون أي رؤية فنية أو إعلامية أو حتى قانونية أو أخلاقية.
والحقيقة أن العدالة والتنمية بنشره للفيديو فإنه يجعل الممحص يتفكر، لماذا ينشر الحزب في وسيلته الاعلامية الإلكترونية الرسمية هذا الفيديو بهكذا عنوان؟.
قبل أن يهاجم حزب العدالة والتنمية قناة العربية سبق لبنكيران أن هاجم موقع هسبريس بالاضافة إلى القناة الثانية دوزيم، والحال أنه إن كان بنكيران قد هاجم الاعلام العمومي الذي يتوجب أن يكون تابعا للحكومة، فإنه من غير المعقول أن يقوم حزب سياسي بالتباكي بأن موقعا يظلمه ولا يوفيه حقه أو أن قناة قامت بحذف مقطع من حواره، رغم أن المقطع الذي يقول الحزب أنه حذف من الحوار كان قد تم تمريره على قناة العربية بالفعل كجزء من الحملة الترويجية للبرنامج.
إن الحدة التي يقوم يرد بها حزب العدالة والتنمية على وسائل الاعلام بين كل فينة وأخرى لم تعد بالفعل تبعث على الاطمئنان وهو الحزب الذي يقود الحكومة ويتوجب أن تكون خطواته مدروسة بالفعل، فبدل أن ينهج الحزب الوسائل التي تتبع في مثل هكذا حالات عبر بلاغات للمنابر الاعلامية فإنه ينهج أسلوب الرقابة على الاعلام إنطلاقا من مبدأ إننا نراقبكم ونراقب تغطياتكم لنا، فإن كانت لصالحنا إبتلعنا ألسنتنا وإن كانت لا تصب فيما نصبو كنا لكم بالمرصاد وإن بأساليب عفى عنها الزمان من قبل نشر المقاطع التي سجلت لتكون في الاصل بأرشيف الحزب وليس للانتقام فيما بعد، لأن هذا لن يبعث على إطمئنان أي إعلامي من محاورة قيادات الحزب مستقبلا وكاميراتهم موجهة إليه تعلن له أنها تراقبه وتحذره من قص أي مقطع.
أليست هذه هي الرسالة التي توجهها العدالة والتنمية لباقي الاعلاميين والقنوات والمنابر، “إحذروا إننا نصوركم كما تصوروننا!”، وإن كانت وسائل الاعلام المغربية تفهم جيدا ردود فعل العدالة والتنمية، فإن غالب الظن أن وسائل الاعلام العربية ليست برحابة الصدر التي يبديها الاعلام المغربي إتجاه حكومته، وغالب الظن أيضا أنها لن تتقبل تدخل أي جهة في رؤيتها الفنية والاخراجية للبرامج التي تصورها وما يتوجب بثه وما يتوجب حذفه، وهذا أمر أظن أن جميع الاحزاب التي دأب قادتها على إجراء حوارات مع كبريات القنوات يعرفونه.