أعطى مسؤولو الأمن بالدار البيضاء أوامر صارمة اليوم الأحد 13 مارس 2011 لضرب الصحافيين ومصادرة كاميراتهم ومذكراتهم التي يدونون فيها معطيات عن وقفة ساحة لحمام الصباحية. كانت “كود” حاضرة لتغطية الحدث، دخلت إلى الساحة المطوقة برجال الأمن بلباس مدني، كان رئيسهم يحثهم على التدخل بعنف وضرب “العدليين” (ناس العدل والإحسان). في الدقائق الأولى لم يتم التهجم علي أو على الصحافيين الآخرين، فجأة اقترب عميد شرطة (سأعرفها فيما بعد) وانتزع الكاميرا الرقمية التي كنت أصور بها، ثم طوقني ثلاثة من رجال الأمن. طلبوا مني بطاقتي المهنية، قدمتها لعميد شرطة آخر، فيما راح عميد الشرطة الذي أخذ الكاميرا يحاول أن يزيل الصور التي التقطتها. كان تعامل العميدين غاية في الوقاحة يتكلمون بلغة سوقية ويحثون زملاءهم على “ضرب ولاد لقحاب” في إشارة إلى المعتصمين. حاول العميد الذي أخذ بطاقتي الصحفية أن يضعها في جيبه وقال “ما عندي والو” ثم قال لصديقه “واش خديت ليه شي حاجة” رد الآخر الأكثر وقاحة منه “اللا ما شفنا والو”. لم أهتم كثيرا لتحرشات هؤلاء المتخلفين من رجال الأمن الذين أظهروا حقدا دفينا للصحافة وللصحافيين. حصلت على بطاقتي فيما سلم عميد الشرطة الآخر الكاميرا إلى رجل أمن بلباس مدني، حاصرني عدد منهم وبعد فترة عاد لأجد الصور قد أزيلت جميعها، حصلت على الكاميرا، بعد دقائق جاء رجل الأمن ليعتذر في لعبة تبادل الأدوار قدرة. كاين الظريف وكاين لقبيح.

 ما أن غادرت الساحة حتى وجدت اوسي موح، الصحافي في “الأحداث المغربية” مصدوما. المسكين تعرض للضرب على يد مسؤولين أمنيين بالدار البيضاء، زادوا في ضربه رغم معرفتهم المسبقة بكونه صحافي. في نفس الساحة حاول رجل أمن آخر أن يأخذ الكاميرا وقال “واش ما باغيش تمشي فحالك تا مالك ضاسر”، لم أسمح له بذلك، لحسن حظي كان بالقرب مني عدد من المصورين الصحافيين، لما أن انتبهوا إلى تصرف المسؤول الأمني حتى بدءوا يلتقطون صورا، الأمر الذي أزعجه فتراجع. بعدها بدقائق تعاملوا بعنف مع صحافيين آخرين، نعتوا صلاح لوميزي، الصحافي في “أوبسرفاتور دي ماروك” بابن القح.. وأضاف “غاديين نوريو دين مكم آش نا هو تكون صحافي يا ولد القح.. حرية التعبير والقانون ديرو فك.. انتوما ديما نازلين على البوليس يا كلاب الصحافة، حنايا كنحميو لبلاد منكم.

هؤلاء زادوا في فظاظتهم لما علموا أننا صحافيين، تفوهوا بكلمات تكشف حقد بعض رجالات هذا الجهاز. كان كل شيء معد سلفا لضرب ليس المحتجين فقط بل الصحافيين.