كود: أنس العمري///

وصفه حسن طارق بـ”أول الإسلاميين العلمانيين”، وذهب محمد بنعزيز إلى أنه “إسلامي نصف علماني”، فيما وصف محمد جبرون أطروحته بأنها “علمانية بمفاهيم أصولية”… إنه سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعين من طرف محمد السادس خلفا للأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، الذي يحب أن يوصف بأنه “متخصص في أصول الفقه” (هو خرّيج دار الحديث الحسنية)، إلى جانب مهنته كطبيب نفساني.

من يقرأ كتاب “الدين والسياسة تمييز لا فصل”، يفهم أن العثماني ينتهي إلى “تمايز الدين والسياسة” على أساس أن العلاقة بينهما ليست “اتصالا بإطلاق”، ولا هي “انفصال”، لذلك وُصف بـ”نصف علماني”. وعندما يتحدث في المقالة الأولى من الكتاب ذاته عن تصرفات الرسول بالإمامة أو طبيعة الممارسة السياسية في الإسلام، أو في بحث آخر له بعنوان “تصرفات الرسول بالإمامة: الدلالات المنهجية والتشريعية”، نجد العثماني يميز بين تصرفات النبي، بين تشريعية وغير تشريعية…

وحتى عندما يتحدث العثماني عن العلمانية دائما ما يجنح إلى التمييز بين العلمانية الفرنسية التي يصفها بـ”الصلبة” والعلمانية الإنجليزية التي يصفها بـ”المرنة”…

والذي لا يعرفه الكثيرون أن كثيرا من الإسلاميين ينتقدون اجتهادات العثماني على هذا المستوى، ولا يتورعون عن وصفه بـ”العلماني”، وهي الكلمة ذات الحمولة القدحية في صفوفهم.

وإذا كان حزب العدالة والتنمية يفخر بـ”التمييز” بين “الدعوي” (حركة التوحيد والإصلاح) و”السياسي” (الحزب)، وبكون هذه الاجتهادات صدّرها لحركة/حزب النهضة بتونس، فإن كثيرا من الفضل “التنظيري” على هذا المستوى، يعود إلى العثماني رئيس الحكومة (المكلّف) الحالي.