عمر المزين – كود///

خلصت الأبحاث والتحريات التي باشرتها عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بمدينة فاس في قضية تفكيك شبكة إجرامية متخصصة في الاتجار الدولي للمخدرات وغسل الأموال وتزوير تسجيل السيارات، إلى عدد تسجيل عدد المراحل، وهي الشبكة الإجرامية التي أطاحت بها معلومات ميدانية ودقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

المرحلة السوداء:

تتسم هذه المرحلة أساسا بعمليات الاتفاق المبرم بين هذه العصابة قصد الاتجار في المخدرات منة المغرب إلى دول أوروبية، حيث يتزعم هذه الشبكة “الحسين.د” ويساعده كل من “ميمون.أ” و”عبد السلام.ب” وعلى اعتبار أن المسمى “الحسين.د” على دراية وإحاطة كبيرة بعالم بيع السيارات واستيرادها من الخارج إلى المغرب، فقد استغل هذا الأمر، وذلك بهدف مقايضة المخدرات بالسيارات، وإحضار السيارات إلى المغرب ومعاودة بيعها على أساس أن هذا النشاط هو النشاط الفعلي للشبكة الإجرامية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن نفس السيارات يتم استعمالها في نقل المخدرات، من أجل ذلك، فإن أغلب السيارات التي يتم استيرادها هي سيارات نفعية قابلة للشحن، مثل “IVECO” و”مرسيدس فيتو”، و”سبراتنر” و”فولزفاكن كرافتر”.

وبخصوص المصاريف الجانبية التي يحتاجها المعنيين بالأمر، تم إحداث مكتب للصرف خاص بزعيم الشبكة، هذا المكتب يتم استعماله أساسا في تمويل المصاريف الجانبية المتعلقة بتسجيل السيارات وتحويل ملكيتها وأداء مستحقات المتقاعدين الذين يتم استعمالهم في مختلف أنواع عمليات التعشير، كما يتم استعمال هذه المبالغ المالية من أجل أداء مستحقات الأشخاص الذين يقومون بنقل المخدرات.

المرحلة الرمادية:

هذه المرحلة حاول فيه أعضاء هذه الشبكة الإجرامية “دمج” المبالغ المالية المتحصلة من نشاطهم الإجرامي في نشاط شرعي، ويتجلى أساسا في نقطيتين، الأولى مكتب الصرف، حيث تم إنشاؤه بهدف استغلال عائداته ودمجه ضمن العائدات غير المشروعة في مجال الاتجار الدولي في المخدرات بغية غسلها.

أما النقطة الثانية فهي مقهى تتواجد بشارع الجيش الملكي وسط فاس، حيث تم إحداثها بهدف استغلال عائداتها ودمجها ضمن العائدات غير المشروعة في مجال الاتجار الدولي للمخدرات بغية غسلها.

وبخصوص النقطة المتعلقة بشراء وبيع السيارات المستعملة، والتي يتم اقتناؤها من الخارج، فهي نقطة مفصلية، في هذه العصابة، حيث تم استعمال هذه العملية في المرحلتين السوداء والرمادية، المرحلة السوداء عبر طريقة مقايضة المخدرات بالسيارات والمرحلة الرمادية حول محاولة غسل الأموال المتحصلة من بيع المخدرات على أساس أنها من مصدر مشروع، وهو الاستيراد وبيع السيارات.

المرحلة البيضاء:

تتمثل مرحلة اقتناء العقارات، وتسجيلها بعضها بأسماء هذه العصابة والبعض الآخر بأسماء معارفهم، حيث من بين هؤلاء الذين تم التوصل إليهم “هشام.ا”، الذي يملك مجموعة من السيارات، علما أن عدد منها لا يتماشى مع المدخول المالي له باعتباره مياوما.

نفس الإطار أكد المسمى “عثمان.ب”، بأن زعيم الشبكة “الحسين.د” قام بتسجيل مركبة بحرية عبارة عن “CAN-AM” باسمه، علما أن المالك هو زعيم الشبكة نفسه.

تأسيسا على كل ذلك، فقد شرعت الفرقة الجهوية للشرطة القضائية في القيام بالأبحاث والتحريات اللازمة بخصوص جريمة “غسل الأموال” هذه، بموجب الإطار القانوني، غير أن الجريمة المرجعية لم تكن تابثة، وهو ما كان موضوع أبحاث وتحريات تم القيام بها، حيث على ضوء ذلك، وبناء على تعليمات من الوكيل العام للملك، تم استدعاء أعضاء الشبكة ومواجهتهم بنتيجة الأبحاث والتحريات المنجزة، فيما لازال البحث جاري بخصوص قضية غسل الأموال بتنسيق تام مع وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية.

وبالنسبة للشق المتعلق بالتزوير، فقد تم الاستماع إلى زعيم الشبكة الإجرامية، وصرح أن أحد أعوان السلطة بمقاطعة أكدال، دون معلومات أخرى، هو من ينجز له شواهد السكنى لفائدة المتقاعدين الذين لا يقطنون بمدينة فاس، وذلك حتى يتمكنوا من تعشير السيارة باسمه بالمدينة مقابل عمولات مالية تتراوح بين 100 درهم و200 درهم.

وفي نفس السياق، تم العثور على شهادة سكنى باسم “معمر.ل”، موقع عليها من قبل عون سلطة آخر، وذلك على مستوى الهاتف النقال الخاص بزعيم الشبكة “الحسين.د”، حيث يشتبه في كون هذه الشهادة تندرج في نفس إطار الشواهد المذكورة.