ا ف ب ////
تستعيد صحيفة “شارلي إيبدو” الأسبوعية الساخرة الثلاثاء الذكرى الأليمة، التي تعرضت فيها لهجوم إرهابي، استهدف مقرها ما أودى بحياة معظم أفراد طاقمها التحريري، حيث قتل فيه ثمانية منهم فيما بلغ مجموع ضحايا الاعتداء 12.
وتصدر الصحيفة عددا خاصا من 32 صفحة، يتضمن رسوما كاريكاتورية اختارتها في سياق مسابقة دولية أطلقتها في أواخر 2024، وذلك بعد 10 سنوات بالضبط على اعتداء 7 يناير 2015.
وأعلن رئيس التحرير جيرار بيار في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية: “لم يقتلوا شارلي إيبدو” و”نريدها أن تدوم ألف سنة”.
وهزّت الاعتداءات العالم وانتشر شعار “أنا شارلي” تضامنا مع الصحيفة. وفي 11 يناير 2015، جمعت تظاهرات حوالى 4 ملايين شخص في أنحاء فرنسا انضمّ إليها العديد من رؤساء الدول والحكومات في باريس.
وبعد 10 سنوات على هذه التعبئة العالمية، تنظم الثلاثاء “على غرار كل سنة” مراسم تتسم “بالرزانة نزولا عند رغبة العائلات”، وفق ما أوضحت بلدية باريس.
وستقوم رئيسة البلدية آن إيدالغو بـ”تكريم ذكرى ضحايا اعتداءات كانون الثاني/يناير 2015 بحضور رئيس الجمهورية” و”عدة وزراء”.
وستنطلق هذه المراسم التي تنقلها القناة الفرنسية الثانية في بث مباشر، عند الساعة 11,30 من شارع نيكولا أبير في الدائرة الحادية عشرة من باريس حيث كان مقر “شارلي إيبدو” في 2015.
وستنتقل بعدها إلى بولفار ريشار لونوار حيث قتل الأخوان كواشي عند فرارهم الشرطي أحمد مرابط الذي كان مكلفا بحماية مقر “شارلي إيبدو”، على أن تنتهي في الساعة 13,10 بتكريم لضحايا متجر الأطعمة اليهودية.
والأربعاء، تقيم مدينة مونروج مراسم لإحياء ذكرى الشرطية البلدية كلاريسا جان-فيليب التي قتلت على يد أميدي كوليبالي منفّذ الهجوم على محلّ “إيبركاشير” أيضا.
وبعد يومين من المطاردة، قتل فريق تابع لقوات النخبة في الدرك الفرنسي المهاجمين اللذين اختبآ في مطبعة على بعد 45 كيلومترا من باريس.
وكانت “شارلي إيبدو” المعروفة بتأييدها خطا فوضويا ومعارضتها لرجال الدين والتي تأسست سنة 1970 على أنقاض مجلة “هارا-كيري”، تتعرض لتهديدات إرهابية منذ نشرها رسوما كاريكاتورية للنبي سنة 2006.
ومن بين الذين قتلوا في الهجوم مدير المجلة الشهير الرسام شارب واثنان من كبار رسامي الكاريكاتور في فرنسا كابو وفولنسكي.
وفي اليوم التالي، قضت شرطية في مونروج إلى جنوب باريس في هجوم آخر، ثم قتل أربعة أشخاص من اليهود في 9 يناير في هجوم ثالث استهدف متجرا للأطعمة اليهودية (كاشير) في بورت دو فانسين.
وفي 13 نونبر 2015، شهدت فرنسا هجمات إرهابية أوسع نطاقا أسفرت عن مقتل 130 شخصا في قاعة باتاكلان للحفلات الموسيقية في باريس وعلى أرصفة عدد من المطاعم والحانات.
قال الرئيس إيمانويل ماكرون الجمعة خلال اجتماع لمجلس الوزراء إن “الذكرى القريبة لاعتداءات 2015 تذكّرنا بأن المخاطر ما زالت قائمة وينبغي ألا نتهاون بتاتا في نضالنا من أجل حماية الفرنسيين والدفاع عن حرياتنا”، وفق ما نقل عنه أحد المشاركين في الجلسة.
وكتبت وزيرة الثقافة رشيدة داتي على منصة إكس أنها ستعرض في السابع من فبراير التصميم المعماري لـ”بيت الرسوم الصحافية” المقرر إنجازه عام 2027 غير أنه تم تأخيره.
وقال مدير الصحيفة ريس الذي خلف شارب مؤخرا إن “شارلي إيبدو” التي “اتبعت بالأساس مسارا هامشيا، باتت اليوم بمثابة مؤسسة”.
وبعيدا عن المبيعات القياسية التي سجلت في 2015، حين باعت الصحيفة 8 ملايين نسخة من العدد الذي تلا الاعتداء وتلقت 240 ألف اشتراك في فبراير 2015، تعد الأسبوعية اليوم 30 ألف مشترك وتبيع 20 ألف نسخة من إصداراتها في الأكشاك. ويبقى مقرها خاضعا لحماية مشددة من دون الإفصاح عن موقعه.