سعيد الحسوني – كّود//

ناس تطوان الحقيقيين معروفين بالأصالة وتشبعهم بالسلوك المدني، ومعروفين بزاف بحبهم الكبير لمدينتهم وتعلقهم العاطفي بيها لدرجة ملي كيناقشو معاك مواضيع عندها علاقة بتطوان مكيخدموش عقلهم وكيهدرو غير بالعاطفة.

تطوان قبل عقود قليلة كانت مدينة رائدة في جهة شمال المغرب على عدة مستويات، ثقافية وتعليمية وإدارية أيضا، فاحتضنت مقر رئاسة جامعة عبد الملك السعدي وجل الكليات ثم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة وعدد من المؤسسات شبه العمومية المهمة على حساب طنجة.

واللي ماعارفينش بزاف د المغاربة هو أنه بين طنجة وتطوان كاين تقارب اجتماعي كبير جدا وعلاقات وطيدة اجتماعية وثقافية واقتصادية والطريق بيناتهم عمرها كتوقف، ديما عامرة صيف وشتا.

والمنافسة “الشريفة” بين طنجة وتطوان كانت لعقود قليلة مضت متكافئة بين المدينتين، واخا يتجادلو ناس تطوان مع ناس طنجة كتلقى كل طرف عندو ما يقول وعندو باش يسكت لاخور.

لكن خلال العقود الثلاثة الأخيرة شهدت مدينة طنجة نموا سريعا جدا جعلها ثاني أهم مدينة في المغرب اقتصاديا وماليا ومؤخرا سكانيا أيضا، بينما تطوان بقات كيف كانت إذا ماكانتش رجعات اللور بسبب توقف نشاط التهريب المعيشي في سبتة.

من هنا بدأت الفروقات تتسع بين طنجة وتطوان والمنافسة لم يعد لها مجال منطقي بين المدينتين، ورجعو ناس تطوان كيشعرو بنوع من “الحكّرة” قدام مظاهر التنمية الكبرى اللي عرفاتها طنجة، وهاد الحكُرة تحولت عند البعض إلى حقد وكراهية، وهادشي بان فالكرة وعند جماهير الكرة.

إذا كانت بعض الفئات من جماهير طنجة كيتهكموا على مدينة تطوان ويطلقون عليها لقب “القرية”، فإن فئات أخرى من جماهير تطوان حتا هي كتسب طنجة..  وعبروا عن ذلك مرارا كان إحداها في لافتة كبيرة عُلّقت في ملعب سانية الرمل وآخرها خلال رقصات الفوز في الديربي.

هاد المشاعر السلبية القوية اللي كيشعرو بيها فئات من جماهير تطوان تجاه طنجة واللي زاد منها هو عدم تحقيقهم لفوز في ديربي الشمال منذ مدة طويلة، برزت في حجم الاحتفالات التي أعقبت مباراة الديربي ليوم الجمعة الماضي واللي تضاهي احتفالات فريق خدا البطولة او ربح كأس العرش.

كلما كرهتي شي واحد بزاف كلما فرحتي ملي كتغلبو أو كتربحو او كتاخذ منو شي حاجة كان باغيها، وهادشي كاين فبزاف ديال الديربيات فالعالم اللي كيكون طرف فيهم كيشعر بالضعف أو الحكّرة قدام الطرف الآخر، بحال إيفرتون مع ليفربول، وإسبانيول مع برشلونة وطورينو مع جوفنتوس، حتى هاذو ملي كيربحو كيديرو الفيشطا.