علي الصافي – كود//

قال الجنرال المصري سعد الدين الشاذلي إنه تدخل حين شكك الزعيم الليبي معمر القذافي في صدق نوايا الملك الحسن الثاني في إرسال جنود مغاربة لمشاركة مصر وسوريا في الحرب ضد إسرائيل.
وكان الشاذلي قد حل بليبيا بعدما زار المغرب يوم 9 فبراير 1972، وقضى فيه يومين التقى خلالها الحسن الثاني.

“تدخلت بسرعة لكيلا أعطي الفرصة لأحد من أعضاء مجلس قيادة الثورة الليبي أن يعلق على ما قاله القذافي، وقلت له: يا سيادة الرئيس، لنفترض أن ما تقوله حقيقي، هل يغير ذلك شيئا بالنسبة لك أو بالنسبة لنا ما دامت هذه القوات (المغربية) ستشترك في المعركة؟. هز القذافي رأسه وقال: حقا ما تقول، إنه لن يغير شيئا. وبنهاية الجلسة، بدا القذافي سعيدا جدا بنتائج رحلتي، وقال وهو في قمة السعادة، موجها كلامه إلى أعضاء مجلس قيادة الثورة: أيها الإخوة. يبدو أن قومية المعركة التي طالبنا بها قد بدأت تظهر نتائجها”، يقول سعد الدين الشاذلي، الذي شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية ما بين 16 ماي 1971 و13 دجنبر 1973، ثم يضيف: “قضيت اليومين التاليين في زيارة بعض الوحدات الليبية والمصرية، وعدت إلى القاهرة يوم 14 فبراير. وفي نفس اليوم، حضرت حفل عشاء كان يقيمه الرئيس أنور السادات تكريما لرئيس الوزراء البلغاري الذي كان يقوم بزيارة رسمية لمصر. وفي كلمتين قصيرتين خلال حفل الاستقبال، قلت: كانت الرحلة ناجحة”.

وبعد أيام، يتابع الجنرال الشاذلي في مذكراته: “قدمت تقريرا كاملا عن الرحلة إلى الرئيس. وبعد حوالي ثلاثة أسابيع، كنت أجلس مع السادات لمناقشة تقريري عن الرحلة. كنت أعتقد أنه سيكون سعيدا بهذه النتائج، لكنه قال: ضحكوا عليك، وجعلوك تبرئهم بتصريحاتك. أنا كنت أتابع تصريحاتك وأنت هناك. الملك الحسن سبق أن أعطى وعودا مماثلة أمام الملك والرؤساء، ولكنه لم ينفذها قط. أما بخصوص (الرئيس الجزائري) هواري بومدين، فإن الشروط التي يضعها غير مقبولة. كيف يمكننا أن نقول إن الحرب سوف تبدأ بعد ثلاثة أشهر؟”.
هنا، حاول الشاذلي، حسب قوله، أن يوضح ما دار من حديث بيني وبين كل من الملك الحسن والرئيس بومدين، “ولكن كان يبدو أنه غير مقتنع بما أقول له، وأنه كان مقتنعا بأنهما لن يقوما بإرسال أي دعم إلى الجبهة، وأن ما قاله هو مجرد أقول”، ينقل الشاذلي الذي أشار إلى السادات هاجم، أيضا، الحسين ملك الأردن هجوما عنيفا، “إذ قال إنه غير مخلص ولا أمل يرجى منه. وإنه قد باع نفسه للأمريكان والاستعمار الغربي، وبالتالي فإننا لا يمكن التعامل معه. ورفض رفضا باتا أن أقبل دعوة الأردن لزيارته”.