“كّود” – طنجة/

في شهر رمضان للي فات، مقاهي معدودة فطنجة كانت كتحل بنهار أمام السياح، منها مقاهي متواجدة بالمدينة القديمة أشهرها كافي سنترال بساحة السوق الداخل الشهيرة، للي عرفات إقبال كبير طيلة أيام شهر الصيام من طرف السياح الأجانب.

بعد الشهر الفضيل، خرج مسير المقهى بقرار غريب صدم به الزبناء المغاربة والأجانب، وهو رفض المقهى تقديم الشاي بعد الساعة 7 مساء، سعيا منه لرفع مدخول المقهى لأن الشاي هو أرخص طلب يوجد لديها، ولو أن الشاي ما بقاش رخيص وارتفع ثمنو بنسبة 50%.

المشكل في هذا المقهى، اليوم، تعدى كؤوس الشاي، بل إن جشع وطمع أصحابه دفعهم إلى احتلال ساحة سوق الداخل الشهيرة بعد ما زادوا صف ثالث من الطاولات والكراسي، فصار المقهى عمليا (كما هو مبين في الصورة) يحتل نصف الساحة، ويعيق حركة السير خاصة أنها تحتضن مساء عروضا فنية شيقة من فنون الشارع.

وخلال جولات “كّود” الكثيرة والمتكررة بهاد الساحة، لم يظهر لها يوما تدخل للسلطة المحلية لردع هذا الاحتلال الصارخ للملك العمومي، الذي لا يتجلى هنا في طروطوار عادي، بل في ساحة هي معلمة تاريخية بلغ صداها العالم أجمع بفضل روايات محمد شكري وأدباء كبار آخرين.

“حتى واحد مهما كان نفوذه يقدر يستغل تاريخ طنجة باش يدخل لعاقة على ظهرو”، هذا جواب فنان تشكيلي (فيصل 31 سنة) صادفته “كّود” في الساحة كان مرفوقا بصديق إسباني (إسطيبان 42 سنة)، وقال لـ”كّود” ” مثل هذه المعالم التاريخية في إسبانيا تحظى بنوع من “القدسية”، حيث تسهر فرق خاصة على حمايتها ولا يجرؤ أحد على مسها أو استغلالها لمصالح تجارية ضيقة”.