علي الصافي – كود //
في أواخر عام 1972، زار وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام المغرب، للقاء الملك الحسن الثاني. كانت دمشق حينها تعاني من أزمة مالية واقتصادية خانقة، خلفتها سنوات من الحرب مع إسرائيل.
كان خدام، قبل حلوله بالرباط، قد قام زار عد عواصم عربية لطلب مساعدات مالية قصد التخفيف من أزمات بلاده، في الوقت الذي كانت تستعد لحرب جديدة مع إسرائيل لاستعادة الجولان التي احتلتها في عام 1967.
“جاء عندي صديقي عبد الحليم خدام خلال إحدى الليالي في أواخر 1972 إلى المكتب، وكانت سوريا في حالة سيئة من الناحية الاقتصادية، وكانت تطلب المعونة آنذاك من الدول العربية”، يقول الحسن الثاني في أحد خطاباته، قبل يضيف: “قلت لخدام: أرجوك لا تطلب مني شيئا، فليس لدي ما أعطيك إياه، لكن إذا أردت الرجال فهم عندي”. هنا أصيب وزير الخارجية السوري بالدهشة، وكأنه لم يصدق ما سمعه من الملك، فسأله للتأكد: “هل تعطيني الرجال؟”. رد عليه الحسن الثاني بـ”نعم”. طلب عبد الحليم خدام أن ينقل هذا العرض إلى الرئيس حافظ الأسد.
بعد يومين، اتصل الرئيس السوري بالملك المغربي ليعبر له عن ابتهاجه العميق وامتنانه، بكون المملكة أو بلد عربي يقرر إرسال قواته إلى سوريا.
وفي يوم 22 فبراير 1973، وجه الملك الحسن الثاني خطابا إلى الشعب، يعلن فيه عن قراره بإرسال وحدات من القوات الملكية بمعداتها الحربية إلى الجبهة السورية. وقد سميت تلك الوحدات، بـ”التجريدة المغربية للدفاع عن الأراضي السورية”.
الخطاب الملكي ليوم 22 فبراير 1973 على الرابط التالي: