حميد زيد – كود//
ينظر الموري إلى الخروف نظرة خاصة تختلف عن نظرة المسلم في المشرق.
ويضعه في مكانة متميزة.
وهو بالنسبة إليه أهم ركن من أركان الإسلام.
وفريضة الفرائض. وسنة السنن.
وهو كل الدين. و شعيرة الشعائر. و لا إيمان بدون نحره. وتقطيعه. و كردسته. وتقديده. و افتراسه.
وقد لا يصلي الموري. ولا يصوم. ولا يحج إلى بيت الله. لكنه لا يتنازل أبدا عن الخروف.
فيصير اللحم صلاة الموري.
يصير البحث عنه في الأسواق حجه الموسمي.
يصير شراؤه طقسا.
يصير عبادة.
وكم من موري كافر. لكنه يؤمن مرة في السنة. ومع كل عيد أضحى.
و كم من موري كافر يُكَفّر كل من يحاول أن يشكك في خروفه.
و أن يُذَكّره بأنه غير معني.
ولو دققنا النظر في الموري نجده يعبد الله من خلال الخروف.
الخروف عند الموري يلعب دور الوسيط بينه وبين السماء.
ومن خلاله يفكر.
ومن خلال دخان بولفاف الصاعد يرسل الموري رسائله إلى السماء.
ومن خلاله تصعد روحه. تصعد مع الشواء.
ومن خلال الخروف يتأمل النعمة.
ومن خلال الخروف تتشكل عقيدة الموري وتتقوى.
ومن خلاله يشكر الموري خالقه.
وبعد ذلك تأتي الصلاة.
وقد لا تأتي.
لكن الموري لا يفرط في الخروف.
وهو مستعد للموت من أجله. و للإفلاس. و للغرق.
ولذلك لا يتراجع الموري إلى الخلف. ويحصل عليه بأي ثمن.
ولا يتخيل نفسه دون خروف.
فتجده يسأل عنه في المقهى. وفي الفيسبوك. ويتجول في الأسواق. ويسافر بحثا عنه.
كمن يبحث عن الحقيقة.
و يرى الموري في الخروف الله.
يرى فيه الشبع الروحي. و يحفه بالمشروبات الغازية. وبألوماس. و شويبس. كي لا يجد إبليس مكانا له في بطن الموري.
و يتجشأ الموري. ويدوخ.
و يرى في الخروف الراحة والطمأنينة.
يرى فيه الملائكة. والجنة. والطريق إليها.
يرى فيه الخلاص.
ولا يهدأ له بال. ولا يطمئن. إلا بعد أن يشتريه. ويعود به إلى البيت.
ولا يختلف في ذلك الموري الكبير عن الموري الصغير.
والأكثر إيمانا به هي المورية. مهما تظاهرت بأنها غير مهتمة.
و الويل للموري الذي يخيب أمل المورية. ولا يحمل لها الخروف الذي في بالها.
وقد تفضحه.
وقد تعيره. وقد تهجره في الفراش. و تغادر إلى بيت والدها. حيث يوجد الخروف الذي يستحق هذا الاسم.
والأكثر تشددا هو الموري المزلوط.
وهو الذي يأتيه الخروف في أحلامه. مثل رؤى أولياء الله. وينشغل به. ويهيم. و يرحل من مكان إلى مكان. ويبكي من أجله. ويتألم. ويعتزل الناس. ثم يخرج من جديد ليسألهم عنه.
ويظل يبحث عنه إلى أن يجد خروفه. فيفرح. و يبتسم للهواء وللناس. في الطريق.
ويؤمن الموري المزلوط أن خروفه ينتظره وما عليه إلا أن يبحث عنه.
إلا أن هذه العقيدة المورية آخذة في التغير.
بعد أن ظهر موري جديد. من الطبقة المتوسطة. والميسورة. ينفر من الخروف. ومن روائحه. فيهرب إلى الفنادق.
وإلى إسبانيا.
ولا يعود إلا بعد أن يغسل الموريون آثار الدم.
وبعد أن تزول رائحة الشياط. وتختفي الأمعاء من الأرصفة. والطرقات.
وفي كل سنة يظهر أشخاص هدفهم هو زعزعة عقيدة الموري.
مدعين أنهم عقلاء. وتهمهم مصلحة الموري.
لكن الموري لا يتزعزع. ولا يتنازل. ولا ينخدع.
ويعبد الخروف. ويلتهمه. ويضحي بالغالي والنفيس من أجله.
-كما لا يفعل أي إنسان مسلم في العالم.
مهما كان مؤمنا.
وحريصا على أداء كل الفرائض والسنن-.
ناظرا إلى الخروف نظرة خاصة ومختلفة
تجعل الموري متميزا عن غيره.
أكولا
نهما
يسيل لعابه من شدة إيمانه.