محمود الركيبي -كود- العيون //

بعدما وصلهم الصهد من دول الساحل، استقبل وزير الخارجية الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوك، صباح اليوم في نواكشوط، السفير الجزائري أيمن صيد، فلقاء تناول سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين موريتانيا والجزائر، بحسب ما أوردته وسائل الإعلام الرسمية الموريتانية، دون تقديم تفاصيل إضافية حول مضمون المباحثات.

ويأتي هذا اللقاء في وقت حساس تمرّ فيه المنطقة بتطورات متسارعة، وسط تصاعد التوترات الدبلوماسية بين الجزائر وعدد من دول منطقة الساحل، لاسيما مالي، النيجر وبوركينا فاسو، على خلفية حادثة إسقاط الجيش الجزائري لطائرة مسيرة تابعة للجيش المالي قرب الحدود بين البلدين.

وعقب الحادث، سارعت الدول الثلاث إلى استدعاء سفرائها من الجزائر، في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، ردت عليها الجزائر بالمثل، قبل أن تتخذ لاحقا قرارا بإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات القادمة من مالي، ما شكل تصعيدا إضافيا يعكس عمق الخلاف بين الطرفين.

ويأتي هذا اللقاء الديبلوماسي الجزائري الموريتاني في وقت تعيش فيه الجزائر عزلة ديبلوماسية في جوارها الإقليمي، حيث عمقت الأزمة الحالية مع دول الساحل من شعور العزلة الإقليمية التي تواجهها في الآونة الأخيرة، وينظر إلى منطقة الساحل، تاريخيا، باعتبارها مجال نفوذ تقليدي للجزائر، نظرا للروابط الأمنية التاريخية.

وقد باتت الجزائر تواجه تحديات متزايدة في الحفاظ على دورها كوسيط فاعل في المنطقة، خاصة بعد سلسلة من الانتكاسات في ملفات إقليمية حساسة، منها الأزمة الليبية، والانحسار الكبير في دعم أطروحة البوليساريو لصالح حالة الحسم الديبلوماسي والميداني التي بات يحققها المغرب على صعيد تعزيز وحدته الترابية وتكريس سيادته على أقاليمه الجنوبية.

وفي ظل هذه المعطيات تبرز موريتانيا كلاعب دبلوماسي يحاول الحفاظ على علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف، بما في ذلك الجزائر ودول الساحل، ضمن سياسة خارجية حذرة تقوم على الحياد الإيجابي وتفادي الانخراط المباشر في النزاعات الإقليمية.