محمود الركيبي -كود- العيون //

شنت الجزائر هجوما حادا على البرلمان الأوروبي، بسبب ما اعتبرته تدخلا في الشؤون الداخلية للبلاد، وذلك على خلفية اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، بسبب تصريحاته التي اعتبر فيها أن عددا من المدن في غرب البلاد، هي في الأصل مدن مغربية.

وقال رئيس المجلس الشعبي الجزائري ابراهيم بوغالي، إن “انخراط البرلمان الأوروبي وبعض الدوائر السياسية والإعلامية الفرنسية في محاولة التدخل بالشأن الداخلي الجزائري، ليس سوى ممارسة مفضوحة لصرف الأنظار عن الانتهاكات الحقيقية لحقوق الإنسان والقانون الدولي”، رافضا الاتهامات الموجهة لبلاده بخصوص قضية الكاتب الجزائري.

فيما أعلن نواب مجلس الأمة الجزائري في بيان لهم، “رفضهم للمواقف التدخلية التي عبر عنها البرلمان الأوروبي، والتي تمثل محاولات لفرض إرادات خارجية تمس من السيادة الوطنية، وحق الجزائر في اتخاذ القرارات التي تخدم مصالحها”، على حد تعبير البيان.

وكان البرلمان الأوربي قد عقد الاسبوع الماضي جلسة خصصها لمناقشة موضوع «اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري، والدعوة إلى إطلاق سراحه الفوري وغير المشروط، وكذا قمع حرية التعبير في الجزائر»، حيث عبر النواب الأوروبيون بمختلف انتماءاتهم، عن استيائهم من اعتقال الكاتب ورفضهم لمبرارات هذا الاعتقال، كما رفعت أصوات عديدة من داخل الهيئة الأوروبية للمطالبة بفرض عقوبات على الجزائر، فضلا عن إدانة النظام الجزائري وانتهاكاته المتواصلة لحقوق الإنسان.

وبوعلام صنصال كاتب روائي جزائري يحمل الجنسية الفرنسية معروف بمواقفه المعارضة للنظام، اعتقل من طرف الشرطة الجزائرية يوم 16 نونبر الماضي، بالمطار الدولي هواري بومدين، دون تقديم السلطات الجزائرية توضيحات بشأن أسباب توقيفه والتهم التي يواجهها، فيما أشارت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إلى أن تصريحاته الأخيرة حول تاريخ الجزائر “كانت تجاوزا للخطوط الحمر”، في إشارة إلى التصريحات التي أدلى بها لوسائل إعلام فرنسية والتي قال فيها، إن مدنا جزائرية “كتلمسان ووهران وبسكرة، كانت تعد جزءا من المملكة المغربية، قبل أن يعمد الاستعمار الفرنسي إلى اقتطاع هذه المدن والمناطق المحيطة بها وإلحاقها بالجزائر”.