حميد زيد – كود//

لن أقول لكم لا ترقصوا.

لن أقول لكن لا ترقصن في مهرجان كناوة.

ولن أنغص عليكم التجربة. و أجواء الفرح.

لكن من واجبي أن أخبركم أنه ليس كل ما هو بني حشيشا في الصويرة.

فلا تدخنوا  أي شيء يقدم لكم.

ولا يغرنكم اللون.

فقد يبيعونكم روث الماعز. وقد تشربون لفافة سم.

ولا تبتلعوا أي حبة تقدم لكم. فكم من شخص جاء في الماضي إلى مهرجان الصويرة.

ثم ظهر بعد أيام في مدينة أكادير.

أو في مراكش.

وهناك من وجد نفسه في شقته في الدار البيضاء غير متذكر لأي شيء. ولا أي مهرجان.

أما سلّو في الصويرة فليس هو سلو.

وليس من بقايا رمضان. إنه شيء آخر. جد مدوخ.

أما التقاوت فهي. والكيك. غير مضمونة العواقب. وينصح بتجنبها.

فكونوا حذرين.

ولا تتناولوا أي شيء إلا إذا كان من صنع أيديكم.

وتأكدوا أنه لن يؤذيكم أحد في الصويرة. لأن كل المتواجدين فيها غائبون. ومسطولون. ولا وقت لديهم لإيذاء أحد.

ولأن الهيبيزم لم يعد موضة.

ولأن السببعينيات كانت في القرن الماضي.

وما حدث لن يحدث مرة أخرى.

وكل شيء سبق أن رأيناه.

ومن العبث أن تظل تضفر شعرك وتزيته وتهمله كأنه ليس شعرك.

وكأنك تحتج على الوضع.

وغاضب من الصناعة. ومن الرأسمالية. ومن الحروب.

ولأنك. ومهما بت في العراء. فلن يتحقق أي شيء. ولن تغير أي شيء. ولن تجني من وراء ذلك إلا نزلة برد.

وإذا كانت لك غرفة في فندق. أو في شقة. فلا تتفاجأ إن لم تعثر عليها. وأنت عائد إليها. في وقت متأخر من الليل.

فهذه أمور تقع كثيرا في الصويرة أيام المهرجان.

بسبب الأرواح. والجن.

وبسبب السحر.

وبسبب المواد العجيبة والمغشوشة التي تلعب في رأسك. وفي كل الرؤوس.

والمداومون على زيارة المدينة في فترة مهرجانها متعودون على هذه الظاهرة.

وأي غرفة يعتبرونها غرفتهم.

و أي مكان يبيتون فيه.

ولا تنخدعوا حين يقع نظركم على بعض علية القوم يرقصون بالقرب منكم.

فهم في كامل يقظتهم وصحوهم. وجذبتهم الحقيقة هي جذبة المال.

وحضرتهم هي حضرة السلطة.

ولا يغامرون مثلكم ولا يبلعون ولا يشربون كل ما يقدم لهم.

ولا يتيهون عن غرفهم.

بينما المجاذيب هم أنتم بضفائركم. وملابسكم المهلهلة. وخيامكم الديكاتلون.

وإذا خفق قلبكم في المهرجان.

وإذا وقعتم في الحب.

فلا تعولوا كثيرا على هذه العلاقة. ولا تتشبثوا بها.  لأنكم لن تجدوا  من وقعتم في حبهم حين تستيقظون.

وحتى إذا وجدتموهم. فلن يتذكروا أي شيء.

لأن كل ما يحدث في الصويرة هو أشبه بحلم.

ومثل نومة.

يستيقظ منها الجميع بعد اختتام المهرجان.

وقد لاحظتُ توافد عدد كبير من الصحافيين الشباب على مدينة الصويرة. كي يغطوا المهرجان.

ولأنها أول تجربة لهم

فإنهم سيكتشفون في النهاية أن المدينة هي التي غطتهم

وسحرتهم

ودوختهم

وأنهم كانوا مغيبين

وفي عالم مواز لا يمكن أن تصله أي تغطية

وسوف يتكتمون على ذلك.

ولن يحكي أحد منهم هذا الخبر. ولن يرويه للقراء.

ولن يعرف أحد منهم ماذا وقع له

ومتى سافر إلى الصويرة

ومتى غادرها.

ورغم ذلك سيظل يتذكرها كأفضل تغطية أنجزها خلال كل مشواره في المهنة.