محمود الركيبي -كود- العيون //
دار وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف محادثات ثنائية مع نظيرو الروسي سيرغي لافروف، وذلك على هامش أعمال اليوم الأول من الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين بجوهانسبرغ بجنوب إفريقيا.
ورغم تناول الجانبين لعدة قضايا إقليمية ودولية، أبرزها القضية الفلسطينية والأوضاع في منطقة الساحل، إلا أن الملف الأكثر أهمية بالنسبة للجزائر، وهو النزاع الإقليمي حول الصحراء، غاب بشكل لافت عن جدول المحادثات، وذلك في إشارة واضحة إلى التباين بين مواقف البلدين.
هذا التجاهل يأتي في وقت لطالما سعت فيه الجزائر إلى استمالة الدعم الروسي في هذا الملف، وسط تزايد الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وخاصة بعد المواقف الداعمة للموقف المغربي التي عبرت عنها قوى دولية كبرى مثل الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا وألمانيا.
ويبدو أن موسكو، رغم ما يوصف بأنه تحالف استراتيجي مع الجزائر، لا تبدي حماسا للانخراط في الموقف الجزائري المتصلب والمتمسك بالمقاربات السابقة التي تجاوزتها قرارات مجلس الأمن الدولي المشددة على ضرورة انخراط كافة الأطراف المعنية في جهود البحث عن حل سياسي واقعي متوافق بشأنه للنزاع، حيث يفضل المسؤولون الروس التركيز في مباحثاتهم مع نظرائهم الجزائريين، على القضايا التي تهم مصالحها المباشرة، خاصة في الساحل وإفريقيا جنوب الصحراء.
وقد بات ملف الصحراء يغيب بشكل متكرر عن أجندة المحادثات الثنائية للقاءات المسؤولين الجزائريين مع نظرائهم من مسؤولي الدول الأخرى، وهو ما يكشف عن واقع جديد في السياسة الخارجية الجزائرية، التي باتت تجد صعوبة في حشد الدعم التقليدي لمواقفها، في ظل تغير المعادلات الإقليمية والدولية لصالح الطرح المغربي، المدعوم بدبلوماسية فاعلة ومشاريع تنموية كبرى في الأقاليم الجنوبية.