كود الرباط//
قال نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، “لدى شبابِ بلادِنا أسبابٌ موضوعية ومشروعة للشعور بالقلق تجاه المستقبل، ومخاوف من اللايقين، ممايساهم في خلق أزمة ثقة مركبة ومتعددة الأبعاد.
وأوضح بركة، في مهرجان خطابي بمناسبة تخليد الذكرى 81 لتقديم وثيقة 11 يناير 1944 للمطالبة بالاستقلال، بمدينة الدار البيضاء، أن هذه الأسباب تتمثل في الارتفاع المتزايد للبطالة التي سجلت في السنوات الأخيرة مستويات عالية جدا، بحيث بَلَغَتْ حسب الإحصاء الأخير 21,3%، وهي أكثر ارتفاعا بخصوص الشباب بنسبة 39,5%، والنساء بـ29,6%.
وأكد بركة فشل الحكومة في ايجاد حلول عملية للأزمات الاجتماعية، مشيرا إلى “اندحار الطبقة الوسطى جَرَّاءَ غلاء المعيشة وتعميق الفوارق الاجتماعية رغم الجهود المبذولة من خلال التغطية الصحية والدعم الاجتماعي والرفع من الأجور وتخفيض الضريبة على الدخل، وكذا قلة وهشاشة مناصب الشغل المحدثة، وبالتالي محدوديةُ فرص الارتقاء الاجتماعي بالنسبة للشباب”.
ومن أسباب القلق كذلك، يقول بركة، “التداعيات السلبية لفضاءات التواصل الاجتماعي من خلال انتشار المعلومات المضللة والأخبار الزائفة، والتعرض للتحرش والتنمر، والترويج لللسلوكيات الحياتية السلبية، ونماذج النجاحات الفردية السهلة أو غير الأخلاقية، وهو الأمر الذي يولد شعورًا بالإحباط والفشل، ويزرع الارتباك واليأس والسوداوية، ويغذي الإحساس “باللاأمان” لدى الشباب”.
وذكر بركة تواتر الظواهر الطبيعية القصوى (من جفاف وفيضانات ونُدرة المياه) بسبب التغيرات المناخية، وآثارها السلبية على قدرات الصمود لدى الشباب، ومقومات العيش الحيوية بالنسبة للأجيال القادمة، لا سيما مع تفاقم الظواهر الوبائية والأزمات الصحية في السنوات الأخيرة، بتداعياتها البشرية والاقتصادية والاجتماعية.
واعترف بركة بوجود انحسار الجواب السياسي والثقافي أمام هذه التحديات المعقدة، في مقابل تفشي منطق التقلبات الحادة التي تذكي التوترات والشروخ داخل المجتمع، وتخلق مناخًا من عدم اليقين والقلق، والتي تؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات المنتخبة وفي الأحزاب السياسية.
وتابع :”ويجدر التأكيد هنا أن هذه المخاوف، وهذه الأسباب الموضوعية للقلق لن تزولَ بمُفْرَدِها، ولن تَتَبَدَّدَ إلا إذا خرج الشباب من منطقة الانتظارية إلى منطقة الفعل والمساهمة في صياغة الحلول والبدائل، وأَخَذُوا زِمام المبادرة بالقوة الاقتراحية والمشاركة في مسالك الإنجاز وفي العمل السياسي”.
وحسب بركة، للخروج من الأزمة، حزب الاستقلال يتطلع إلى بلورة “عَقْدٍ اجتماعي مُتقدم” مع شباب بلادنا من أجل تمكينه، من جهة، من أسباب الارتقاء والازدهار الذاتي والاستقلالية والإبداع والابتكار، وتمكينِه من جهة ثانية من كفاءات وآليات المشاركة المواطنة الفاعلة في ديناميات المجتمع والحياة العامة”.
غانرجعو بالتفصيل لهاد العقد الاجتماعي لي باغي بركة يطبقو ابتداء من 2025.