حميد زيد – كود///
فلنساعد دولتنا على أن تكون مستبدة.
وإذا نحن لاحظنا أنها مترددة. وبين بين. ومطمئنة. ومنتصرة على كل القوى السياسية.
فلنشجعها على أن تمضي قدما.
ولا تتوقف.
ولا تتراجع إلى الخلف.
ولنجعلها تسايرنا.
ولندفعها دفعا في اتجاه مزيد من السلطوية.
و لنتعبأ كي تقمع الجميع.
وكي لا يبقى صوت مختلف. ولا يبقى رأي مختلف.
ولا يبقى معارض واحد.
إلا إذا كان هامشيا. ومتطرفا. ولا تأثير له. ويخلق الفرجة. ويروح عن المغاربة.
لأن هذا النوع مقبول. وضروري.
ويخفف الاستبداد.
ويمنحه الشرعية. ويقدم له خدمة.
فهذا وقت مناسب إلى أن نكون لا ديموقراطيين.
ثم ما نفع الديمقراطية.
بينما الوضع مستقر.
والانتصارات الدبلوماسية تتوالى.
والإنجازات تتراكم.
ما نفع التعددية الحقيقية.
ما نفع الأحزاب المزعجة. والأصوات الحرة والمستقلة. والآراء المتناقضة.
ما نفع الصحافة.
ما نفع النقابات.
ما نفع الحرية.
في وقت نتوفر فيه على رؤية واحدة.
وعلى مشروع واحد.
إن أي شيء غير الاستبداد في هذه المرحلة من تاريخ المغرب فيه عرقلة للنمو.
وفيه تهديد للاستقرار.
وفيه مضيعة للوقت.
وإذا نحن لاحظنا أن الدولة حريصة على خيار الديمقراطية.
فلنزين لها نحن فوائد الاستبداد.
و لنشجعها.
و لنضئ لها طريق العودة إلى الوراء.
و لنهجم على كل ديمقراطي.
و لنحرض عليه.
و لنخونه.
و لنتهمه بالتطاول. وبالعمالة. وبالولاء للأجنبي.
و لنقدم للدولة نماذج دول غير ديمقراطية وناجحة.
وأنه ليس هناك نموذج واحد.
و لنفضح الغرب. وحريته. وليبراليته. وتناقضاته. وزيف خطابه. وشعاراته.
ولننظرْ إلى النموذج الصيني. والروسي.
ولننظر إلى قصص النجاح غير الديمقراطي.
فالديمقراطية ليست وحيا.
وليست صالحة لكل العالم ولكل الشعوب.
كما أن هناك ثقافات لا تناسبها الديمقراطية.
و تهدد تطورها.
و وحدتها.
وانسجام مكوناتها.
وما يسعد وما يبهج في المغرب أن لا أحد يطالب اليوم بالديمقراطية.
ولا المثقف المغربي.
ولا السياسي.
ولا الإعلامي.
بعد أن صارت الديمقراطية كلمة فارغة من أي معنى.
وقديمة.
ويستعملها الجميع.
ومع ذلك فإننا نرى الدولة المغربية مترددة.
ورغم كل الدعم الذي نقدمها لها كي تقطع مع الديمقراطية.
ورغم أننا وفرنا لها نخبة مخلصة.
وتقف بالمرصاد لأي صوت نشاز.
ولأي هامش حرية.
ورغم كل تضحياتنا.
ورغم كل المجهودات التي نبذلها في السنوات الأخيرة
فإننا نرى أن الدولة غير قادرة على الحسم.
ورغم أن الوضع العام يساعد على الإقدام على هذه الخطوة.
والكل ضعيف ومتهالك.
ولا قوى حية.
ولا سلط مضادة.
ولا شيء يعكر صفو الانتقال إلى الاستبداد.
فإن الدولة تتفرج.
ولا رؤية واضحة لها.
ولا تعرف حقا ماذا تريد.
مهدرة كل الفرص التي أتيحت لها.
وقد تعبنا صراحة من أجل الانتقال إلى مملكة مستبدة.
كل شيء فيها مقدس
وكل المؤسسات.
وكل السلط.
وكل الأحزاب فيها هي عبارة عن حزب واحد
له أسماء مختلفة.
ونرى أننا قريبون من هذا الإنجاز.
بينما لا حياة لمن تنادي.
والدولة لا ترغب في أن تتجاوب معنا.
ولذلك قررنا أن نوجّه هذا النداء
باسم كل دعاة الاستبداد في المغرب
من أجل الحسم
ومن أجل أن نكون واضحين
ومن أجل أن نقطع مع الماضي
ومع هذا المغرب الديمقراطي
الذي تعم فيه الفوضى
ومع مغرب التنافس
والصراع بين القوى السياسية
كي ننتقل إلى مغرب هادىء
تشتغل فيه الدولة في راحة بال
دون أن يزعجها أحد
ودون أن ينتقد سلطها أحد
ودون أن يراقبها أحد
ربحا منا للوقت وللجهد
و للمال الذي ننفقه على الأحزاب
وعلى الصحافة
حيث لن نحتاج إلا إلى جريدة واحدة تنطق بالحقيقة
ولنسمها الحقيقة
وإلى قناة
ولنسمها هي الأخرى الحقيقة
وإلى حزب واحد يضم الجميع
ولنسمه هو الآخر حزب الحقيقة
بدل كل هذا الإنفاق والتبذير
وهذا التطاول
الذي لن يحد منه إلا استبداد صارم ومسؤول
يضمن العدل
والأمن
والاستقرار
لكل المغاربة.