سعيد الحسوني – كّود تطوان/

تعيش ساكنة الفنيدق والمضيق حالة صدمة كبرى جراء ما حدث للطفلة سلمى ذات 8 سنوات التي تعاني في مستشفى سانية الرمل بتطوان عقب فقدانها جميع حواسها وإصابتها بحالة شلل غريبة بسبب خطأ طبي راحت ضحيته أثناء عملية جراحية بسيطة أجريت لها قبل تسعة أيام بمستشفى المضيق.

وحسب تصريحات والد الطفلة سلمى لـ”كّود” فإن ابنته درست يوم الثلاثاء 20 دجنبر الحالي بشكل عادي في القسم الثاني بمدرسة بنعجيبة  بالفنيدق، وحالتها الصحية يومها كانت جيدة بشهادة أساتذتها وزملائها، وفي المساء توقفت عن الأكل على الساعة  الثامنة، تطبيقا لتعليمات الأطباء، استعدادا لعملية استئصال اللوزتين صباح الغد.

وفي صباح الأربعاء 21 دجنبر الحالي، وفق ذات المصدر، وصلت سلمى المستشفى الإقليمي بالمضيق على الساعة الثامنة وانتظرت ثلاث ساعة إلى حين تجهيزها لاجتياز العملية الجراحية لاستئصال اللوزتين التي أشرف عليها طاقم طبي يتكون من طبيبة جراحة رئيسية وطبيبة تخدير وطاقم تمريضي مساعد.

غير أن هذه العملية، على غير عادتها، تأخرت لمدة أربع ساعات كاملة، وهو ما أقلق الأم التي اتصلت بزوجها التاجر الذي ظل بمحله في مدينة الفنيدق في انتظار انتهاء العملية، وحين وصوله مسرعا للمستشفى وجد ابنته على متن سيارة الإسعاف في طريقها بشكل عاجل الى مستشفى سانية الرمل بتطوان.

وهناك، حسب رواية الأب دائما، تم وضع سلمى في جناح العناية المركزة تحت رعاية طبية مشددة، حيث تم ربطها بأجهزة التنفس الاصطناعي وبجميع أجهزة الإنعاش الطبي،  وظلت على تلك الحالة أربعة أيام إلى غاية يوم السبت الماضي، وفي 24 دجنبر الحالي، تلقى والدا الطفلة اتصالا من المستشفى يبشرهما بنبأ استيقاظ الطفلة وخروجها من حالة الغيبوبة.

غير أن الأبوين صدما عند زيارتهما لابنتهما في نفس اليوم، حيث وجداها قد استيقظت فعلا من الغيبوبة لكنها فقدت جميع حواسها، من بصر وسمع وإدراك، بل لم تعد تقوى على الحركة،  كانت شبه مشلولة تحملق بمقلتيها دون إحساس بما يحدث حولها، حسب ما وصفه الأب.

وعند استفسار الأب للطاقم الطبي المشرف على حالة سلمى عن وضع ابنته الصحي وسبب تدهور حالتها، لم يتلقى منهم أي جواب فيما يشبه محاولة للتكتم على أمر ما، فقط ينزعون عن أنفسهم المسؤولية ويؤكدون أن الطفلة وصلت إليهم بمستشفى تطوان وهي على هذه الحال، وأن المشكل حدث بمستشفى المضيق.

آخر مستجدات الوضعية الصحية لسلمى جاء قبل قليل على لسان والدها في تصريح لـ”كّود” أكد فيه أن حالتها ازدادت سوءًا يومه الخميس حيث صارت تمر بأزمات عصبية تشبه تلك التي يعاني منها مرضى الصرع إذ تصدر صوتا شديدا ويرتجف جسدها بالكامل.

في انتظار فتح تحقيق في هذا الخطأ الطبي الفادح الذي حدث لسلمى بمستشفى الفنيدق، دعت فعاليات حقوقية بالفنيدق الجهات المسؤولة إلى العمل بشكل مستعجل على نقل الطفلة سلمى إلى أكبر المؤسسات الصحية الوطنية ليفحصها اختصاصيون أكفاء علّهم يجدون لها علاجا وينقذونها قبل فوات الأوان.