الوالي الزاز -كود- العيون////
مرحى مرحى.
مرحبا بالفاتح من ماي.
يا أهلا بعيدنا.
ومبارك علينا عيد الشغل.
وبأي حال عدت يا عيد.
ونحن في “گود” لا نحتاج لتخليد الفاتح من ماي.
ولا نرى داعيا للخروج رفقة العمال.
والنقابيين.
ولسنا ممن يتأبطون أعلاما غير علمنا، لأن تازة بالنسبة لنا قبل غزة.
ولا حاجة لنا بتلك المسيرات في الصباح الباكر.
ولا لأن نتوشح بصور فرحات حشاد.
ولا لأن نرفع اللافتات مجهولة المصدر.
ولا نريد أن نتقاسم “الطون والحرور”.
ولا أن نتعاقب على قنينة كوكاكولا.
ولا نستطيع الالتزام بحضور تلك المسيرات.
والحقيقة أننا لا نستيقظ باكرا في الأصل.
وفي “گود” لا مطالب لنا.
ونعيش في سلام ووئام.
ولا نريد من أحمد نجيم شيء.
ونعيش معه في رغد.
وفي بحبوحة غير مسبوقة.
ولا نرى فرقا بينه وبين تركي آل الشيخ.
ويحبان الترفيه بدل صداع الرأس.
ولسنا نحتج عليه في أي حال من الأحوال.
وفي كل شهر يرفع من أجورنا.
ويغدق علينا الهدايا بمناسبة ودون مناسبة.
وأما الحوافز فحدّث ولا حرج.
وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
وإن كنا سنخرج للشارع في الفاتح من ماي فذلكم لغاية في نفس يعقوب.
وبما أننا مع الكل وضد الكل.
أدعو زملائي لتأسيس نقابة.
وسنُسميها على اسم موقعنا الإلكتروني “گود”.
ولنا من اسم موقعنا نصيب.
ولا نحتاج لنتموقع لأننا في “گود” لا نعرف حتى اتجاه خطنا التحريري.
والأقرب لتصورنا النقابي هناك الاتحاد العام لمقاولات المغرب، لكنا لسنا نشبههم في شيء.
سنُحدِث نقابة خاصة بنا.
ونفتح باب الانخراط فيها للعموم.
ونربطها بحزب سياسي.
وبما أن أحمد نجيم سيكون الأمين العام لها بشكل ديمقراطية وشفاف.
سنجعل مدة الولاية الانتدابية للأمين العام مدى الحياة.
وبدل الاحتجاج في فاتح ماي سنحتفل ونقيم السهرات.
و”موازين” على طول العام.
وبدل الشعارات “الخبزية” سنرفع الكؤوس احتفاءً ولكل منا كأسه.
وبدل الاستيقاظ باكرا سنؤجل أنشطتنا النقابية للمساء.
وبدل “الطون والحرور” سَنَلْتَمُّ حول صحون “الكروفيت و”الباجو روايال” و”الدجاج البلدي”.
وسينتقل أحمد نجيم لمجاورة رفعت الأسد في ماربيا.
وبدل رفع الشعارات سيُغني لنا حميد زيد بفرنسية برجوازية.
وبدل رفع شارة النصر، سـ”يُقلز” لهم سقراط بما أنه أضحى من الطبقة المخملية واستبدل رقمه بآخر يبتدأ بـ0661.
ولن تخطب غيثة في النسوة وتؤلبهم ضد الحكومة وغلاء الخضر والأسعار، بل ستُكلمهم عن آخر إصدارات “ديور” و “شانيل”، متناسية جودة العطور العربية.
وحتى هشام أعناجي لن يوزع المناشير قرب البرلمان، وسينشغل بتحضير إطلالة بهية وتوزيع رقمه الهاتفي في محيط الاحتفال.
وسأحقق أنا حلمي بمشاهدة مباريات برشلونة من مقصورة VIP في الكامب نو بمجرد تنصيبه.
وسنضرب أخماسا في أسداس لتأخرنا في تأسيس نقابة.
وسنتحسر على هذا التأخير.
وكل هذا ولا أتخيل أحمد نجيم على نفس الطاولة مع الميلودي موخاريق.
وشتان بين هذا وذاك.
وسيقول موخاريق نعم.
ويقول نجيم لا.
والعكس صحيح.
وسيتفق موخاريق مع الحكومة في الحوار الاجتماعي، بينما سيعارض نجيم موخاريق ويتوافق في الآن نفسه مع رأي الحكومة.
وسيتفقون صباحا ويعود نجيم للمعارضة مساء.
وبين الصباح والمساء سيهجوهم في “گود” ظهرا.
وما لا يُفهم هو أنه في كل الحالات محق.
وإن كان النقيض إنسانا فهو مديرنا.
وإن سنحت له الفرصة سيحذف تاريخ الأول من ماي ونبدأه في الثاني منه.
ولا إضرابات.
وسيتخلص من الأعياد.
وسيجعل الدوام طيلة أيام الأسبوع.
وسينقص ساعتين بدل زيادة الساعة الواحدة.
ولا يجب على المواطن المغربي أن يرى الحياة بسوداوية أو يعيشها كذلك.
بل يتوجب أن يعيشها كما تحب “گود” الحكومة.