حميد زيد  ـ كود//

نحن لسنا علماء يا الله.

نحن لسنا رجال دين ولا فقهاء.

نحن صغار وأبرياء.

ولن نخبرك.

لأنك سبحانك تعلم كل شيء.

لكننا لا نفهم يا الله.

كيف نتعرض لكل هذا الظلم من الكبار.

باسمك جل جلالك.

ولا نستوعب كي يرفض العلماء أن يكون لنا نسب.

وأب.

وكنية.

مثل كل الأولاد.

نحن أقل من أقراننا باسمك الله.

نحن موصومون في كل مكان وباسمك يا الله.

نحن عار وباسمك يا الله.

نحن مغاربة أقل في دفتر الحالة المدنية.

نحن مواطنون من الدرجة الثالثة وهذا كله باسمك يا الله.

نحن لا لقب لنا يا الله.

نحن ناقصون في أوراقنا الثبوتية.

وفي هويتنا.

وفي الشارع.

وفي المدرسة.

نحن مهانون.

ويشار إلينا بالأصبع.

والذين يرتكبون في حقنا كل هذا الظلم يفعلون ذلك دفاعا عن دينك يا الله.

ويتحدثون باسمك.

وينظرون إلينا نظرات شزراء باسمك.

ويحملوننا جريرة آبائنا.

ويخلدون الخطأ.

ولا يغفرون.

ولا يرأفون.

ويظنون بما يعرضوننا له أنهم مخلصون لك.

وأنهم ينفذون بذلك تعاليمك.

بينما نحن الذين لا نسب لنا.

متأكدون أنك سبحانك لست ظالما.

نحن ضحايا النزوات العابرة.

وأخطاء الكبار.

نحن الذين ولدنا من الرغبة المنفلتة.

ومن الاعتداءات الجنسية.

ومن الاغتصاب.

ومن التهور.

ومن غياب العقل.

ومن ظروف.

تعلمها سبحانك.

نحن الذين بلا نسب نعتبر أنفسنا أبناءك.

بعد أن لفظنا الكبار.

وبعد أن عاقبونا على ذنب لم نرتكبه.

وبعد أن حملونا مسؤولية أخطاء لم نقترفها.

ونحن على يقين أنك لا تقبل يا الله أن يكون أبناؤك مهملون.

ومرميون.

ومتخلى عنهم.

وليس لهم والد.

وليس له من يعتني بهم.

وليس لهم من يحبهم.

وليس لهم من يتحمل مسؤولية إخراجهم إلى هذه الدنيا.

وليس لهم اسم.

نحن على يقين أنك سبحانك لا تقبل أن يسخر منهم أقرانهم.

ويعيرونهم.

وينظرون إليهم نظرة دونية.

وحاشا لله

أن نفكر ولو ثانية في ذلك.

وما اضطرنا إلى أن نراسلك يا الله.

هو أننا صغار.

ولا قدرة لنا.

وليس لنا سواك يا الله.

وهو أننا ضحية من يقولون أنهم يمثلونك.

ويدافعون عن دينك.

وعن نصوص كتابك القطعية.

وضحية المجتمع.

ولسنا حداثيين يا الله.

ولسنا محافظين.

نحن مجرد أولاد أبرياء تحرمنا القوانين من النسب بمبرر ديني.

نحن لا دخل لنا في كل هذه التقاطبات.

ولسنا علمانيين.

ولا إسلاما سياسيا.

ولا أي شيء.

نحن ضحايا فقط يالله.

وسبحانك ترانا.

نحن لنا أمهات فقط ويسمونهن أمهات عازبات.

وأحيانا ليس لنا أمهات ولا آباء.

وليس لنا أي شيء.

يا الله دينك هو دين العدل.

دينك لكل زمان ومكان

وفي هذا الزمان توصلت ملكة العقل التي خلقتها في الإنسان

وميزته بها عن غيره من الكائنات الحية

إلى اكتشاف تحليل الحمض النووي

الذي لم يعد معه الأب مجهولا

ولم يعد من الممكن أن يكون أي عبد من عبادك بلا نسب

لكن بعضا من علمائك يرفضون استعمال العقل الذي منحته لنا.

لكن بعضا من رجال الدين يرفضون العلم.

ويرفضون العدل.

ويرفضون الإنصاف.

ويرفضون دينك الذي لا يمكن إلا أن يكون عادلا ومنصفا ولا يظلم طفلا لا ذنب له.

بينما لا نرى حكمة من وراء رفضهم لإجراء الخبرة الجينية لإثبات النسب.

ولا نرى دينا.

يا الله نحن مجرد أطفال

ومنا من ولد بلا نسب

ومنا من سيولد اليوم.

وغدا.

وبعد غد.

وفي الأعوام القادمة.

يا الله نحن تعرض لظلم فظيع

ولوصم

نحن نعاني نفسيا.

وماديا.

نحن دون الأطفال

ودون المغاربة

ودون الإنسان

ونعيش جحيما في هذه الحياة الدنيا على ذنب لم نرتكبه.

يا الله

أنقذنا من علمائك.

ومن كل الذين يدعون أنهم يحافظون على دينك

يا الله

آباؤنا معروفون

وبالدليل العلمي

وهم يرفضون أن يكون لنا آباء.

يا الله ليس لنا سواك

وقد تخلى عنا المجتمع

وتخلت عنا الدولة

وتخلى عنا الكبار

وتخلت عنا القوانين

ومن المغرب

ومن هذا البلد المسلم

ومن هذه البقعة الصغيرة من كونك الشاسع

نراسلك يا الله

وندعو إليك سبحانك وتعالى

كي تنصفنا.