حميد زيد – كود//
انسوا. انسوا نبيلة منيب السابقة.
لقد تطورت هذه المرأة كثيرا في الفترة الأخيرة. ولم يعد أفقها ضيقا.
وأصبحت مع الجميع.
ومع كل الأطياف.
وهي الآن يسارية ويمينية.
و تقدمية ورجعية. وحداثية ومحافظة.
ومع الإسلام السياسي وضده.
ومع حقوق المرأة. وضد أن نكون غربا في الآن نفسه.
رافضة من يدعو إلى الانسلاخ عن ثقافتنا وتقاليدنا وحضارتنا.
ما يعني أنها مع حقوق الإنسان وضد كونيتها.
ومع المحافظين الذين يتحدثون عن الخصوصية.
و تارة مع الهوية المنغلقة. وطورا مع المنفتحة.
وفي الصباح رجعية. وفي المساء تقدمية.
ومع “تعديلات لمدونة الأسرة تحترم مقاصد الشريعة” كما قالت بعظمة لسانها.
ولذلك فإننا نجد الأيقونة حاضرة في صفحات أنصارها. وكذلك في موقع هوية بريس السلفي.
ويحتفي بها الإسلامي. وخصمه.
وفي الشيء وفي نقيضه.
ومن كان يعرف نبيلة منيب. فليعلم أننا نتوفر الآن على نسخة جديدة منها. ومزيدة ومنقحة.
تشبه في كثير من الأشياء نبيلة منيب السابقة.
لكنها ليست هي.
ورغم أنها قاومت اللقاح. وحذرت منه. ورفضت تلقيه.
و كشفت عن وجودة شريحة فيه.
إلا أننا نشعر أن نبيلة منيب الحالية هي شخصية معدلة.
وربما تم تغييرها.
وربما صنعت لنا جهة ما هذا النموذج الجديد من نبيلة منيب.
القادر على أن يكون في كل مكان. وفي كل التيارات. وفي كل الإيديولوجيات.
وفي كل المواقف.
نموذجا أكثر فعالية من سابقه. ذلك المحدود. والمكتفي.
والقليل.
والموجود في الفيسبوك بينما لا أثر له على أرض الواقع.
نموذجا معدلا من نبيلة منيب له شعب اليسار وشعب الإسلاميين.
في ما يمكن تسميته بيسار إسلامي يميني جديد.
نموذج بمقدوره حسب الخطة المرسومة أن يحصل على أصوات الناخبين كيفما كان توجههم السياسي.
ومن كل الشرائح والطبقات.
ومن كل الأوساط.
لكن قدر الأيقونة للأسف هو أن تفشل في كل خطوة تخطوها.
ومهما حاولت أن تكون مع الجميع
ومهما جربت
ومهما مالت إلى اليمين
ومهما مالت إلى اليسار
ومهما وقفت في الوسط
ومهما تذاكت
ومهما فكرت في الحلول
ومهما التزمت بكل القضايا العادلة
ومهما حاربت الليبرالية المتوحشة
ومهما احتمت بالخصوصية
ومهما انغلقت
ومها عارضت قيمها وتبنت خطابا ليس لها.
ومهما احترمت مقاصد الشريعة والتزمت بها
ومهما صلت
و مهما خاطبت الناس وحاولت التأثير عليهم
فإنها تخسر دائما
كأن العالم كله ضدها بمسلميه وكفاره و يساره ويمينه.
و بنسائه
ورجاله.
ولا أحد يقبل أن تكون في صفه. ومدافعة عنه. و متحدثة باسمه.