عمر المزين – كود//
أصدرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قبل أيام قليلة، مذكرة إلى مدراء الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين في شأن التكوين الخاص بتدريس “الهيب هوب” و”البريكينغ”.
وكشفت المذكرة أن مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية التابعة للوزارة قررت تنظيم الرشاقة البندية، الهيب هوب والأساليب المماثلة، وذلك بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية.
وقال عبد السلام ميلي، مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية بوزارة التربية الوطنية، أن ممارسة البريكينغ والهيب هوب انتشرت لدى الشباب في مجمل بلدان العالم كثقافة اجتماعية بشوارع المدن وفي فضاءات منعزلة دون قواعد رسمية، وانتقلت من منطقة إلى أخرى وعبر المنصات التواصل الاجتماعية بشكل مثير حتى أصبحت ظاهرة عالمية. وهي عبارة عن حركات إيقاعية مرفوقة بموسيقى يريق الشباب.
وأضاف الدكتور في علوم التربية، في تصريحات لـ”كود”، أن “البعض يصنفها كرقصات غير طبيعية وتتعارض مع السياق الثقافي الاجتماعي المحلي، والبعض يعتبرها رياضة مثل الرياضات الجمباز الإيقاعي والرياضات التعبيرية الجسدية، وقد فرضت من طرف الشباب رغم صراع الاجيال”.
كما أبرز أن “البريكينغ رياضة أصبح معترفا بها عالميا من طرف اللجنة الأولمبية الدولية سنة 2018، وأدرجت مؤخرا في الألعاب الأولمبية التي نظمت في باريس صيف عام 2024 كرياضة أولمبية استعراضية، ومن المرتقب ان تنظم اول تظاهرة في أولمبياد الشباب بدكار (السينغال) سنة 2026”.
وأضاف ميلي: “إن إدرج البريكينغ كرياضة عالمية لها قوانينها وحكامها ليس من وليد الصدفة، فتاريخ الرياضات الحالية أصلها انطلق من ألعاب تقليدية أو شعبية، ثم انتشرت وتتطورت بين أوساط الممارسين حتى أصبحت رياضة رسمية”.
وبالنسبة لرياضة البريكينغ، يوضح مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية لـ”كود” قائلاً: “كان السؤال المطروح والمتداول على المجتمعات هو كيف نترك أبناءنا لوحدهم في الشوارع والازقة والفضاءات المعزولة دون تتبعهم ودراسة واقعهم وسلوكاتهم وأسلوب تعابيرهم لفهم هذه الظاهرة، وما هي الخطورة في انتشارها والآثار الاجتماعية التي تولد داخل المجتمع”.
وبدأت الدراسات العلمية السوسيوجية، حسب المتحدث، تدرس وتحلل التفاعلات والتصرفات والمقاصد من الرقصة ونمط التعبير عنها، مؤكدا أنها “أصبحت تتنظم تدريجا وتنتقل من فن الشوارع إلى رياضة مقننة بالقاعات وبشكل مؤطر في إطار أندية وجامعات رياضية، وتم تطوير قواعدها وكيفية تنقيط الحركات الإبداعية الذي يعتمد على التقنيات المستعملة، ونوع الإبداع، وطريقة الأداء وتصنيف التنوع. وتمت كذلك تغيير نوعية الملابس الفضفاضة”.
كما شرح ميلي لـ”كود” إن “مفهوم النقل الديداكتي، في علوم التربية والتدريس، يعتمد على دراسة مرجعيات الممارسات الاجتماعية وخصوصا الظواهر والعادات المنتشرة في المجتمع من خلال تحليلها ومعالجتا وكيفية تأطيرها باعتبارها ممارسة متداولة وفرضت وجودها وكيفية إبعادها عن المدرسة أو تأطيرها بالشكل الإيجابي لتغيير تمثلات التلاميذ والحد من الانعكاسات السلبية”.
وتابع: “ويبن المختصون أن رياضة البريكينغ تعتبر من الرياضات المحبوبة والمحفزة لدى الشباب بفعل الأداء الحركي الفني والتقني والإبداعي، وكذا دورها في اللياقة البدنية، والتماسك الاجتماعي، وتطوير الإبداع والثقة بالنفس. فبعض الدول في مختلف القارات سارعت في إرساء رياضة البريكينغ والهيب بالمؤسسات التعليمية نظرا لفوائدها الرياضية والتربوية والقيمية”.
وذكر في ذات السياق أن “الرياضة المدرسية جزء من هذه السيرورة بحيث تتيح للتلاميذ اكتشاف الرياضات وتقنيتها، وتطوير كفاءتهم التربوية والرياضية بفضل التأطير من طرف أساتذة التربية البدنية، هؤلاء يقومون بتأطيرها لمساعدة التلاميذ الممارسين من فهم أبعادها، وكذا تشجيع الراغبين منهم في ممارستها. وهي فرصة لاكتشاف المواهب وتوجيهها للأندية لتطوير مهاراتهم الرياضية في أفق أن يصبحوا أبطالا عالميين”.
و”تعتبر الجامعة الملكية المغربية للرياضة الوثيرية، الرشاقة البدنية، الهيب هوب والأساليب المماثلة شريكا لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في إطار الشراكة الموقعة بينهما التي تنص على تكوين الأطر والأساتذة المؤطرين للرياضة المدرسية وتزويدهم بالدعم التقني والفني لتنمية كفايتهم في هذا المجال. وهذه المبادرة تمت من أجل التلاميذ ومن أجل مدرسة منفتحة على محيطها ومنخرطة فيه”. ينهي مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية تصريحاته مع “كود”.