الوالي الزاز -كود- العيون////
[email protected] بدأت الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الجاري عملية صياغة مشروع قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء، بإعتبارها “صاحبة القلم” فيما يخص النزاع.

وتولت الولايات المتحدة الأمريكية صياغة مشروع قرار مجلس الأمن كالعادة بعيدا عن “مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية” في مجلس الأمن الدولي، وكذا الأعضاء سواء منهم الدائمين أو غير الدائمين، وذلك سيرا على نهجها القاضي بإحتكار النزاع والتحكم فيه بعيدا عن الفاعلين الدوليين بالمجلس.

وتمر عملية صياغة مشروع قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء بمجموعة من المراحل التي تلخص فعليا عدم إشراك الولايات المتحدة الأمريكية لأي طرف كان في عملية الصياغة، إذ تباشر كعادتها بعد الجلسة الثانية المخصصة للنزاع والتي دائما ما تنعقد تزامنا وإنتصاف شهر أكتوبر صياغة مشروع القرار وتحضيره لجلسة التصويت المقررة نهاية كل أكتوبر لتنتقل بعد ذلك للمرحلة الأخيرة.

وتتميز المرحلة الأخيرة من مشروع القرار حسب عادات وتقاليد التمثيلية الأمريكية لدى الامم المتحدة بتقديم نسخ للدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي و”مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية” ومن ضمنهم إسبانيا حاليا بحكم عدم حيازتها للعضوية غير الدائمة، إذ يتم تقديمه قبل 24 ساعة فقط أو 48 ساعة كحد أقصى من موعد جلسة التصويت والتي تم تحديد تاريخها هذا العام في 30 أكتوبر، وذلك للإطلاع عليه وإبداء الملاحظات عليه وإتخاذ قرار التصويت عليه بنعم أو لا أو الإمتناع والتعليق عليه بعد عملية التصويت في الجلسة الأخيرة.

وفيما يخص عملية إبداء الملاحظات عليه، فإن الولايات المتحدة الأمريكية في حالة نزاع الصحراء تعتمد سياسة التغاضي عنها، إذ ترفض في كل الحالات تلك الملاحظات المقدمة لها، ليتم طرح مشروع القرار والتصويت عليه وإعتماده ليصبح قرارا رسميا بعد التصويت الذي دائما ما يكون بواقع 13 أو 12 صوتا في مقابل صوتين أو 3 أصوات من ضمنهم روسيا يمتنعون بسبب هذا الإحتكار أو دعما للجزائر والبوليساريو.

وتتسبب صياغة مشروع قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء وإحتكار الولايات المتحدة الأمريكية لها في حالة من الشنآن بين واشنطن موسكو بسبب عدم عمل الولايات المتحدة الأمريكية بالملاحظات الروسية التي تقدم لها، إذ دأبت روسيا على الرد على ذلك من خلال خطابات هجومية ضد الولايات المتحدة الأمريكية خلال مرحلة ما بعد التصويت على القرار، والتي يتم خلالها فسح المجال أمام الأعضاء للإدلاء ببيانات للتعليق، وتتهم واشنطن بعدم إشراك أعضاء مجلس الأمن وروسيا في المناقشات حول مشروع القرار وإحتكار النزاع.