عمـر المزيـن – كود///

أثار سؤال وضع في الامتحان الجهوي الموحد للسنة الأولى من سلك الباكالوريا – الدورة العادية 2024 بجهة درعة تافيلالت، (أثار) جدلا ونقاشا واسعين. هاد السؤال طرح في اختبار مادة التربية الإسلامية حول “العلاقات الرضائية بين الجنسين”.

وجاء في السؤال الحامل لرقم “9”: دعا نوفل في تعليقه على تدوينة مراد إلى تجاوز مفهوم الزواج باعتباره ميثاقا تقليديا للعلاقة بين الرجل والمرأة، وتعويضه بالعلاقات الرضائية بين الجنسين، أكتب فقرة من أربعة أسطر تناقش فيها دعوة نوفل مبينا موقفك منها”.

في مقابل ذلك، قال الكاتب والباحث الأمازيغي، أحمد عصيد، في تصريح لـ”كود”، أن “واضعو هذا السؤال لا يتصفون بقدر ولو ضئيل من النزاهة والمسؤولية التربوية، لأنهم كذبوا على التلاميذ عندما طرحوا سؤالا يخالف مفهوم العلاقات الرضائية، التي اعتبروها “تعويضا”  للزواج”.

ويرى عصيد أن “هذا التعسف ظاهر هدفه دفع التلاميذ إلى اعتبار العلاقات الرضائية شيئا مرفوضا لأنها تمنع من الزواج، وهو تلفيق غير مقبول داخل المجال التربوي، الذي ينبغي فيه تقديم معطيات صحيحة للتلاميذ حتى يتمكنوا من اتخاذ الموقف المناسب بكل حرية”.

من جانب آخر، يضيف عصيد لـ”كود” قائلاً: “واضعو السؤال يتربصون بالتلاميذ الذين يعلمون ما ينتظرهم في حالة ما إذا فهموا المقصود بالحريات الفردية والعلاقات الرضائية واتخذوا مواقف إيجابية منها، حيث سيكون مصيرهم انتقام الأساتذة المصححين الذين يعرف الجميع بأن معظمهم ينتمون إلى تيارات إيديولوجية تسعى إلى السيطرة على المدرسة المغربية منذ عقود وإشاعة التشدد الديني اللاعقلاني”.

وزاد قائلاً: “إن مجال التربية والتعليم ليس مجالا للصراع الإيديولوجي، كما ليس مجالا لترويج الأكاذيب وخلق المعسكرات المتواجهة وإشاعة الكراهية، بل هو مجال للتربية والمعرفة الصحيحة، ومجال للحرية والمبادرة وليس للخوف والاتباع والخنوع، ومن ليس أهلا للقيام بهذه المهام النبيلة لا ينبغي له أن يندس وسط المدرسين لإنجاز مهام لصالح جهات سياسية كيفما كانت”.

وختم عصيد تصريحاته مع “كود” بالقول: “مثل هذه السلوكات تفرض علينا مراجعة القانون الجنائي لإنهاء الجدل العقيم ووضع حد لتجريم حريات هي من صميم حقوق الجميع بمن فيهم هؤلاء المتشددون أنفسهم، الذين يمارسونها وراء الأبواب والأسوار مكرسين نفاقا اجتماعيا صار اليوم مكشوفا أمام الجميع”.