حميد زيد – كود//

من يخشى من وجود الصحافيين المغاربة في البراق.

من يمنعهم من ركوبه.

من هي الجهة التي لا ترغب في ذهابنا إلى طنجة والعودة منها.

من هذا الذي يحول دون وصولنا إلى الخبر بسرعة.

من هذا الذي من مصلحته أن نتأخر في إخبار القراء بالحقيقة.

وفي نقل الأحداث. من مكان وقوعها.

ورغم توفر كثير منا على بطاقة القطار المجانية التي تسمح لنا بالسفر إلى كل مكان.

فإن البراق محظور علينا.

فمن يضيق على الصحافي المغربي.

من عدو الصحافة هذا.

من يعرقل تنقلنا.

من تزعجه حرية التعبير.

من استثنى البراق من القطارات المسموح لنا بركوبها.

من هدفه ألا تتطور الصحافة في المغرب.

وألا تصل بسرعة. وتعود بسرعة.

من يسعى إلى أن تتأخر عن الركب. وألا تواكب الصحافة السرعة التي يمشي بها المغرب.

من يريد أن نكون الأثقل حركة بين كل المهن.

من أساء إلينا.

من حذر الجهات المانحة من مغبة السماح للصحافيين بركوب البراق مجانا.

من أخبرها أننا لن ننزل منه.

من قال لها إن هدفنا سيكون هو “القطعة”. ولا شيء آخر.

وليس التغطية.

وليس البحث عن الأخبار.

وهو الخروج من البيت في الصباح والذهاب لللعمل في مكتب طنجة.

وتناول وجبة الغداء هناك.

والعشاء أحيانا.

من أخبرها بأن أي خطوة في هذا الاتجاه يمكن أن تتسبب في الاستبدال الكبير.

وفي فراغ مدن بكاملها من الصحافيين.

وتمركزهم في عاصمة البوغاز.

وفي الخبز الحافي. والفضاءات القريبة منه.

من حذرها من خطر فتح باب البراق لنا. ومن أننا سنقضي عمرنا في سفر دائم.

من لا يثق في الصحافي المغربي.

وفي وعيه.

وفي نواياه.

من يظن به السوء.

من يروج حوله هذه الأكاذيب.

من يصوره ككائن لا تهمه سوى “الطابّا”.

من أوشى للجهات المانحة للبطاقة أننا لن نقعد في الرباط وفي البيضاء وفي المحمدية والقنيطرة.

وأننا سنستغل البراق لأغراض غير مهنية. ولا علاقة لها بالأجناس الصحفية.

من هذا الحقود.

من هذا الذي لا يتمنى السعادة لنا.

من هذا الذي يكره الجسم الصحفي المغربي.

ويريده حزينا. ومتجهما. وجائعا. وجامدا. ومستقرا في مكان واحد. وفي حالة صحو دائمة.

من قال لهم إنهم بذلك لن يكفوا عن الذهاب إلى طنجة والعودة منها في المساء.

وكل يوم.

وفي السبت والأحد. وخيطي بيطي.

من لا يثق في الصحافي المغربي.

من يعتبره قاصرا.

من يحد من تنقله. ومن حريته.

فالصحفي الحر. والنزيه. والمهني. لا يحتاج فقط إلى دعم مادي.

ولا إلى رفع للأجر على دفعتين.

بل أيضا إلى دعم نفسي وروحي

وإلى رفع للمعنويات.

وإلى السفر بين الفينة والأخرى إلى طنجة.

والعودة في المساء. سعيدا. ومنتشيا. وشبعان.

دون أن ينتبه أحد إلى ذلك.

ولا رئيس التحرير

ولا المدير

ولا الزوجة

ولا القاىء

حاملا معه أجمل الأخبار وأروع الحكايات والذكريات.