حميد زيد – كود//

ليلى.

يا ليلى. يا وزيرة الانتقال الطاقي.

لقد طلبت من الصحافيين. يا ليلى. أن يقدموا لكم العون. كي يستعيد المواطنون ثقتهم في العمل السياسي.

و رغم أن هذا الطلب غريب.

و رغم أن الصحافي ليس أجيرا في الحكومة. ولا يشتغل في الأحزاب.

وليس دوره أن يساعد. ولا أن يقدم العون.

وليس رجل سياسة. وهو بدوره يعاني من العزوف.

لكن ليس هذا هو المشكل يا ليلى.

ويمكننا أن نتجاوزه.

بينما المشكل الحقيقي يا ليلى هو عجز الصحافيين عن فهم ما تقولين.

وكل الذين استمعوا إليك.

و حاوروك.

وكل من حضر اللقاء الذي استضافتك فيه مؤسسة الفقيه التطواني لم يخرج بفكرة واضحة.

و أنا صراحة أريد أن أساعدك.

و أن أشجعك.

ومجانا.

لكن كيف أقوم يا ليلى بذلك. بينما لم أفهم كلمة واحدة.

وهل أنت مع الحكومة.

أم ضدها.

وهل أنت في الأصالة والمعاصرة أم في حزب آخر.

ومن هذا الذي تطالبين بمحاكمته بتهمة تضارب المصالح.

قولي لنا يا ليلى.

مَنْ.

وهل هو أم شخص آخر.

وكي تتأكدي أن لا أحد يفهم ما تقولينه.

ولا أحد يستوعب خطابك السياسي.

وموقفك مما يحدث.

فانظري يا ليلى إلى ردود الفعل التي خلفها مرورك في مؤسسة الفقيه التطواني.

ورغم أنك تحدثت كثيرا وطويلا.

فلا أحد رد عليك.

ولا أحد قال: أتفق مع ليلى بنعلي.

ولا أحد قال: أنا لا أتفق.

ولا أحد لامك.

ولا أحد اعترض.

ولا أحد قال ما ذا تقول ليلى.

لأن لا أحد في الحقيقة استطاع أن يفهك.

ولا أحد يمتلك القدرة على أن يبني فكرة.

وقد صرحت يا ليلى أن عمال المناجم ساندوك في المحنة التي مررت بها.

و وقفوا إلى جانبك.

ويمكنك أن تعتبريني واحدا منهم.

وعاملا في منجم.

وصحافيا طوع بنانك.

لكن ما يحول بيني وبين دعمك. هو أنه يستعصي علي فهمك.

مع أني تمنيت أن أكون عاملا من عمال المناجم.

وقد ركزت كثيرا على كل جملة نطقت بها.

وترجمْتُها من العربية إلى العربية الفصحى.

و راجعتها.

واستعنت بصديق.

لكني للأسف الشديد فشلت في ذلك.

كما أني تساءلت عن السبب الذي جعل الجميع يتخلى عنك.

ويسيء إلى سمعتك.

ولا يخلص إليك. ولا يدعمك. سوى عمال المناجم.

لماذا يا ليلى.

لماذا عمال المناجم دون غيرهم.

لماذا عمال المناجم بالضبط.

وما هو السر.

وهل بسبب الخوذ فوق رؤوسهم. وهل بسبب مصابيح الإضاءة التي تجعلهم يرون أفضل.

وهل بسبب غيرتهم على الطاقة.

وعلى المسؤلة عنها.

وهل لأنهم يتوفرون على الكود الذي يسمح لهم بفهمك.

أما أنا

أما الآخرون

أما المهن الأخرى

أما الصحافيون

أما الوزراء في الحكومة

أما الإخوة في حزب الأصالة والمعاصرة

أما الأحزاب

أما المواطنون

فإننا جميعا نحسد عمال المناجم

ونتمنى أن نكون مثلهم

داعمين

ومستوعبين

لما تقوله وزيرتنا في الانتقال الطاقي.