حميد زيد – كود//
من يملك حقيقة صفحة كود في الفيسبوك.
والأكيد أنها ليست تابعة لموقع كود. وأنها على عكس خطه التحريري. وكل ما ننتقده في كود. تروج الصفحة لنقيضه. وكل ما ندافع عنه. يرفضه أعضاؤها. ويهاجمونه
كأنها لخصومنا. وكأنهم استولوا عليها.
كأنها في ملكية كل ما نرفضه نحن في هذا المغرب.
وطالما تبجحنا بدفاعنا عن الحرية. وعن قيم الحداثة والعقلانية والديمقراطية. بينما إطلالة على صفحتنا. مجرد نظرة. وسنتأكد أنها تحاربنا.
وأن هذه الصفحة هي عدوتنا. وأنها محتلة. وسليبة.
ويعيش فيها كل التخلف المغربي.
ويزورها كل خصوم الحداثة والحرية.
كأننا نشتغل من أجلهم. كأننا في خدمتهم. ونقدمها لهم على طبق من ذهب. فيتكاثرون فيها. ويكبرون. ويرفضون مغادرتها.
كأننا قررنا أن نصنع لهم صفحتهم. وبفضلهم تعيش. وتكبر. ويزداد تأثيرها.
وقد منحناها لهم مجانا.
منحناها لهم عن طيب خاطر. مقابل الكم. ومقابل الأعداد الغفيرة.
وكل هذا التعب.
وكل شعاراتنا الكاذبة لنصل في النهاية إلى هذه النتيجة. وهذه الصفحة.
ويقال إن الصفحات تباع وتشترى هذه الأيام. لكننا بعناها نحن قبل الجميع. وبعناها دون مقابل. وعلى حساب قناعاتنا.
وبعناها للتخلف. وللدهماء. ليرتعوا فيها.
ومن يشك في ذلك. فليقرأ “من نحن” أعلى الصفحة.
وبادعاء وصفاقة نادرين كتبنا لحظة التأسيس “لن ندعي أننا سنكون لسان كل المغاربة، ولن ندغدغ أو نغازل مشاعر القراء ليسكنوا موقعنا، فالأغلبية ليست دائما على حق، وسننحاز إلى القيم التي نؤمن بها وإن تضادت مع قيم الأكثرية.
سيكون موقعنا مدافعا شرسا عن القيم الكونية، وضد الأصوليات كيفما كان لونها، مع الانفتاح والحرية والجرأة والجمال، وضد الانغلاق والمنع والتحريم، دون شعبوية”
فما أكذبنا.
وبطيب خاطر منحنا كود للأكثرية. واستسلمنا لها.
وكل ما كنا نحاربه سكن فيها. واتخذها مستقرا له.
وأفضل شيء يمكن أن نقوم به هو أن نبيعها لأول شخص مستعد أن يدفع فيها.
وليأخذ أعضاءها.
وليأخذ المعجبين بها.
لكن من يملكها حقيقة. من المسؤول عنها. ولو كنت مكانه لبعتها وأخذت ثمنها.
إنها ناجحة.
ومملوءة عن آخرها بالشعب.
ومؤثرة.
ويدخلها عشرات الآلاف.
ألا أونا. ألا دوي. ألا تري.
وبعد كل هذه السنوات. اكتشفنا أننا لم نؤثر في أحد. بل الأكثرية هي التي أثرت فينا.
وقد استسلمنا لها. وصرنا نمنحها ما تريد.
ولسنا وحدنا.
هذا حال كل المغرب. والذي يرفضه. والذي يرفض استبداد الأكثرية. فما عليه إلا أن ينسحب. أو يجاري السائد. ولا خيار آخر.
والأدهى أننا بعنا أنفسنا بالمجان. في وقت كدس آخرون ثروة بفضل هذه الحيلة.
فما أغبانا.
حقا ما أغبانا في كود.
ولا حافظنا على مواقفنا. ولا ربحنا من الجمهور.
فمن يشتريها
من يخلصنا منها.
إنها صفحة مؤثرة. ومقاطعة. وتسيء إلينا. وإلى سمعة كود.
وأنا الآن في ضائقة مالية
فمن يشتريها مني
من يتفاوض معي. لأبيعها له بعشرات الآلاف من قاطنيها. ومن متابعيها الأوفياء. ومقالاتها. وتعليقاتها الهادفة.