حميد زيد – كود//
مَنْ يخفي عن الدولة الحقيقة.
و لا شك أن الدولة لا تعلم أن الناس في قرى الحوز يعيشون في الخيام.
و أنهم في هذه اللحظة يعانون من البرد.
ومن الأمطار العاصفية.
ومن المياه التي تبلل أغطيتهم.
وتتسرب إلى الأرض التي ينامون فيها.
وإلى النار التي يوقدونها.
وإلى صغارهم.
من ينقل إلى الدولة الوضع كما هو في قرى الحوز.
وأن إخوانا لنا هناك لا بيوت لهم.
و عرضة للبرد.
و منذ سنة ونصف وهم ينتظرون. دون أن تتدخل السلطة.
كأن الزلزال حدث يوم أمس.
وكأن قدرهم أن يعانوا إلى الأبد.
وكأن بناء منازل لهم يتطلب قرنا من الزمن.
وكأن لا حلول مؤقتة وفعالة غير الخيام.
ولو كانت الدولة تعلم بالوضع لما تأخرت كل هذا الوقت.
ولما تركت أهل الحوز يعانون.
وغالبا أن الدولة تظن أن لا أحد في الخيام.
وأن كل شيء على ما يرام.
والناس في منازلهم.
وأن الزلزال ذكرى من الماضي.
وأن المهمة انتهت بنجاح. وبذلك التضامن الملحمي الذي عبر عنه المغاربة.
فمنْ يخبر الدولة المغربية.
منْ يتصل بها.
من يملك رقم هاتف الدولة.
من ينبهها.
من يسرع ويقول لها إن مواطنين مغاربة يبيتون في الخيام.
وأن السلطة لم تقم بدورها.
من يخبر الدولة بأن هذه الصورة تسيء إليها.
وإلينا جميعا كمغاربة.
من يطرق بابها.
من يصرخ.
من يصور للدولة المشهد المؤلم في الحوز كما هو.
لأنه لو رأت الدولة الحوز لثارت على نفسها.
و لغضبت.
ولما قبلت أن يظل السكان في الخيام رغم مرور كل هذا الوقت.
و لحاسبت كل مسؤول.
ولا شك أن هناك من يخفي عنها حقيقة الوضع.
ولا شك أنها لا تعلم.
فمْن يخبر الدولة أن الذين يعرِّفون بمعاناة الناس في الحوز يتعرضون للمحاكمة.
ويسجنون.
و الذين يتحملون مسؤولية ترك الناس في الخيام يواجهون قساوة الطبيعة أحرار.
و يملكون السلطة.
ولا أحد يقدر أن يتهمهم.
ولا أحد يجرؤ أن يشير إليهم بالإصبع.
وربما الدولة مشغولة بأشياء كثيرة مهمة.
وربما لها عذرها.
وقد كلفت سلطتها. ومنتخبيها. بالحوز.
لكن يبدو أنهم لم يقوموا بدورهم كما يجب.
فمن يتطوع
مَنْ له علاقة بالدولة.
من يفرجها على الفيديوهات التي تصلنا من الحوز.
من ينقل إليها كلام النساء الودودات في الحوز.
من ينقل إليها معاناة الرجال الطيبين.
الذين رغم ظروفهم القاسية فإنهم لا يحتجون على الدولة.
ولا يلومونها.
ولا يتهمونها بالتخلي عنهم.
و يطالبون فقط ببيت وبسقف يقيهم البرد والمطر.
فمن
من يصف للدولة الوضع كما هو.
من يركض في اتجاهها.
لأن الأمر مؤسف جدا ولا يليق بنا جميعا.
وأنا متأكد
أنه وبمجرد أن تعلم الدولة
فلن تتأخر دقيقة
وستحل المشكل مهما كلفها ذلك
و ستحاسب كل من ترك الناس في العراء طوال كل هذه المدة.
فمن
من يخبر الدولة
من ينقل إليها كيف يعيش المغربي في الحوز
بعد سنة ونصف من الزلزال.