حميد زيد – كود//
من يحرك البرد القارس في الحوز.
من يحرض الثلج في المناطق المتضررة من الزلزال.
من يحول دون أن يبني المتضررون منازلهم.
من يجعل السنة تمضي وتأتي أخرى.
من يجعل فصل الشتاء يمضي و يعود بينما الناس لا يزالون بلا مأوى.
عرضة للصقيع والبرد القارس.
منْ هي هذه الجهة التي تدفع الثلج دفعا. وتنزل درجة الحرارة إلى الصفر.
ولا شك أن هناك يدا خفية هي التي تحرك كل هذا.
بهدف الإساءة إلى المغرب.
لذلك علينا أن نكون حذرين و لا نتهم السلطة.
علينا أن لا نهول.
علينا أن لا نصدق كل ما يقال ويحكى.
علينا أن لا نفكر في أهلنا بالحوز.
علينا أن لا نطمئن عليهم.
لأنهم بخير
والسلطات تعتني بهم وتوفر لهم كل ما يحتاجونه.
علينا أن لا نسأل عن الأسباب التي تجعلهم ينامون في الخيام.
علينا أن لا نستغرب من مرور كل هذه المدة. بينما لا يزال مواطنون مغاربة بلا بيت.
وبلا سقف.
علينا أن نصمت.
علينا أن لا نحرك بنت شفة.
علينا أن لا نقترب من هذا الموضوع.
علينا أن لا نتحدث عن الماضي. وعن حجنا جميعا إلى الحوز.
مواطنين. ومسؤولين. ومتبرعين.
علينا أن لا نتذكر تلك المعجزة المغربية. وحجم التبرعات. وحجم التضامن الذي أدهش كل العالم.
علينا أن لا نخجل الآن من أنفسنا.
ومن انسحابنا جميعا.
علينا أن لا ننتقد حماستنا الأولى.
ثم تخلينا الجماعي.
علينا أن نندد بالثلج. وبالطبيعية القاسية.
علينا أن نشك في البرد ونتهمه.
علينا أن نمنع أنفسنا من التفكير أنه وفي الوقت الذي نتغطى فيه في الرباط. وفي البيضاء. وفي أكادير… بالملاءات.
ونشغل المكيف.
ونتفرج في الكرة. وفي نيتفليكس.
ونحتفل بالأعياد والمناسبات.
فهناك
وفي نفس البلد.
إخوة لنا لا بيوت لهم.
ولا مطبخ.
و لا غرف نوم. ولا تدفئة.
ويحاصرهم البرد والصقيع.
علينا أن لا نضع أي مقارنة بين البرد في شققنا.
وبين البرد في الحوز.
علينا أن لا نكون شعبويين.
علينا أن لا نقدم خدمة مجانية لأعداء الوطن.
علينا أن نغض الطرف. لأن الثلج ليس بريئا.
الثلج هناك مدفوع.
والبرد مبالغ فيه.
والخيام هي اختيار رومانسي. ولا أحد يسكن فيها اضطرارا.
هذا ما علينا أن نكتبه. ونقوله.
ولأن كل شيء رائع في المغرب.
علينا أن لا نخدش هذه الصورة.
علينا أن لا نتهم أحدا.
علينا أن لا نتحدث عن تهاون.
وعن فساد. وعن غياب المتابعة. وعن غياب الحكومة.
وعن غياب أي زيارة من المسؤولين.
وعن غياب الحوز في صحافتنا. وفي إعلامنا العمومي.
علينا أن لا نصدق الصور والفيديوهات التي تصلنا من الحوز.
وبدل ذلك علينا أن ننبهر بجمال الطبيعة
وبالثلج
علينا أن نلوم الأطفال في الحوز لأنهم لا يلعبون به.
ولا يكورون ندفه.
ولا يصنعون رجل الثلج كما يفعل أقرانهم في بلاد أخرى.
ولا يلفون وشاحا على رقبته.
ولا يضعون قبعة فوق رأسه.
علينا أن نحييهم على روعة وجمال المشهد.
علينا أن نتغطى و ندفأ ونتفرج في أهلنا في الحوز
وهم يعيشون في الخيام
و يبحثون عن الحطب ليشعلوا به النار
فوقهم سقف السماء
و الثلج يكلل جبالهم
ويتسلل بين شقوق بيوتهم المهدمة
وعندما يصرخون
يرد الصدى صوت صرخاتهم
ولا نسمعهم
ولا نسأل عن أحوالهم.
علينا أن نتأمل روعة المشهد
الذي يحاول البعض
تشويهه
والتغطية على بعده الجمالي.