حميد زيد كود//

الصراع اليوم.

كل الصراع.

هو حول من يسيطر على سوق التفاهة في المغرب.

فالتفاهة اليوم في المغرب لا تقبل من ينافسها.

التفاهة تريد كل المال وكل الأرباح لها وحدها.

التفاهة مستعدة لاستعمال كل الأسلحة.

التفاهة المهيمنة في المغرب شرسة.

ومتوحشة.

ولعابها يسيل.

والويل لمن يفكر في مزاحمتها.

التفاهة اليوم ليست ضد الفن.

وليست ضد العمق.

وليست ضد الإبداع.

وليست ضد الجيد.

وضد المشتغل عليه.

التفاهة اليوم تخوض معركتها الكبرى ضد تفاهة أخرى.

في عالم جديد آخذ في التشكل.

ولا صراع فيه إلا صراع التفاهات.

نحن اليوم في مغرب تتحارب فيه التفاهات في ما بينها.

ولذلك.

وبمجرد أن ظهر فيلم سعيد الناصري.

خرج من يحتكر التفاهة في السينما

لينتقد “فنيا” تفاهة أخرى تشكل خطرا عليه.

وترغب في أن تقتسم معه الإيرادات

ومجد التفاهة.

ويكفي أن ننظر إلى من الحملة على سعيد الناصيري.

وعلى فيلمه.

ومن يحاول النيل منه.

لنفهم أن كل هذا يقع من أجل التربع على عرش التفاهة.

وإزاحة أي تافه آخر.

والقضاء عليه.

وإحباطه.

كي يتراجع.

ويكف عن المحاولة.

وكي لا يبقى إلا تافه واحد في المغرب.

له كل الجمهور.

وله كل النجومية.

وله شباك التذاكر.

وله المشاهدون.

والمتابعون.

والمؤسسات.

والقاعات.

وكل من يحاول أن يكون تافها.

وكل من يجرب ذلك.

وكل من يتجرأ.

ويفتح باب عالم التفاهة المغلق.

ليدخل منه.

يتم سحقه.

وجعل المغرب كله يهاجمه.

ويظن “العميق” المغربي أنه من السهل أن تكون تافها في هذا المغرب.

لكن لا.

ليس سهلا ذلك بالمرة.

لأن هناك من سيكون لك بالمرصاد.

وسيقضي عليك قبل أن تتكرس كتافه محترم.

له “شعبه” هو الآخر.

ويظن العميق المغربي أنه متحكم في ذوقه.

وفي حكمه على الأشياء.

لكن التافه أعمق منه.

ويستعمله.

ويستغل العميق.

ليضرب به تفاهة تهدده.

ومع أن التافه الأكبر

يفرض تفاهته على الجميع

فإن العميق يتراجع أمامه ويخضع له

ولا أحد يستطيع أن يشير إليه بالإصبع

ولا أحد يصف أفلامه بالتافهة

لأن تفاهته قوية.

ومهيمنة.

ومتحكمة.

ويخضع لها العميقون.

الذين ينتقدون تفاهة بعينها.

ويغضون الطرف عن الذي علم التافهين السحر.

والذي لم يشعر بالخطر

إلى أن ظهر أستاذ تفاهة منافس

ومجرب

مطلقا عليه الفيسبوكيين.

والمؤثرين.

وصناع المحتوى.

في حرب طاحنة تدور حول من يسيطر

على الساحة

وعلى سوق التفاهة المغربية.

وعلى التحكم في عقل وذوق أولاد الشعب.

دون اقتسامها مع أي طرف

ومع أي تافه آخر.