حميد زيد – كود//

من لا يعجبه طوطو ليس منا.

و أي شخص.

أي امرأة. أي رجل. وأي فتاة. و أي ولد. لا يصفقون لطوطو. ولفنه.

فإنه يجب التبليغ عنهم.

وكل من يمتعض من طوطو.

كل من لا يبالي بالفن الذي يقدمه.

كل من لا يعني له طوطو أي شيء.

كل من لا يهتم به.

كل من يعترض على لفافة حشيشه.

فهو متخلف وإسلامي ورجعي.

وقد يكون إرهابيا.

وقد يكون الذي لا يعجبه طوطو ضد الوحدة الترابية للمملكة.

وقد يكون إخوانيا.

وقد يكون مندسا بيننا.

لذلك علينا أن نستأصل أعداء طوطو قبل أن يتكاثروا.

وأي موقف منهم.

وأي نقد من طرفهم لما يقدمه طوطو.

أي حديث سلبي عنه.

أي عدم اهتمام به.

يمكن أن نعتبره إشادة بالإرهاب ودعوة صريحة إلى الكراهية.

والذي لا يحب طوطو اليوم.

فلا أحد يتوقع ما يمكن أن يرتكبه غدا.

لأن في عدم الإعجاب بطوطو تحريض على العنف.

وفيه تشجيع على التطرف.

أما الذين يقطنون في الرباط وسلا و تمارة والنواحي. وتخلفوا عن حضور حفل طوطو.

دون أن يقدموا أي مبرر لسبب غيابهم.

ودون أن يدلوا بأي شهادة مرضية.

فيجب التحقيق معهم. و إحالتهم على العدالة.

فكيف يكون طوطو قريبا منك ولا تركض إليه.

كيف يكون طوطو في الرباط. ولا تزدحم مع المزدحمين. ولا تفرح بالحدث.

ولا تصيح.

إلا إذا كان الغائب عن حفل طوطو يهيء لشيء ما.

ويستعد لزرع الفتنة وعدم الاستقرار.

ويشتغل لحساب أجندة خارجية.

ولذلك علينا من الآن فصاعدا أن نكون واضحين.

وألا نسمح لأي مغربي أن يكون ضد طوطو.

وضد أسنانه.

وضد ذوقه.

وضد غنائه.

وضد صباغة شعره.

وضد الحشيش الذي يدخنه بين أغنية وأخرى.

علينا جميعا أن ننبهر بطوطو.

ولا ذوق إلا ذوق طوطو.

ولا فن إلا فنه.

وأي مواطن ثبت لنا أنه محافظ.

أو يحب الموسيقى الكلاسيكية.

أو يحب الطرب والسلطنة.

أو لا يحب أي شيء.

فعلينا أن نقبض عليه بتهمة النخبوية.

فالفن اليوم يقاس بالحضور الجماهيري.

وبالإعجاب بطوطو.

ورغم أن الظاهرة عادية وموجودة في كل العالم.

فإننا في المغرب ننبهر بها

ومن لا ينبهر فهو متخلف ورجعي

ومشكوك في انتمائه

وفي وطنيته.

و نسيّس طوطو

ونصنع بجمهوره المقارنات

و نقارنه بجمهور الأحزاب

ونعول عليه كي نتفوق على الإسلاميين.

و نغيظهم به

معتدين في الآن نفسه على طوطو

مستغلينه أبشع استغلال

محملينه فوق طاقته.

مع أنه مجرد ظاهرة ستختفي قريبا

وستحل محلها ظاهرة أخرى.

لكننا نصر

على أن نستخرج من طوطو العجب العجاب

ونستخرج منه المواقف

والسياسة

والوطنية

و الحداثة

و نقحمه في قضايا الشرق الأوسط

و نؤدلجه

ونعتبر طوطو قبل غزة.

ونتهم كل من لا يقدر فنه

ونرغم

كل المغاربة على الرضوخ لطوطو

وعلى الإذعان لذوقه.

دون أن نحترم

كهلا

ولا شيخا

ولا أي ذوق موسيقي يختلف عن ما يقدمه طوطو

مؤسسين لاستبداد فني

و لدكتاتورية ذوق

تخوّن كل من لا يحب طوطو.