هشام أعناجي – گود فالنسيا//
الاثنين 9 دجنبر 2024، الساعة الواحدة زوالًا، وصلت جريدة ’’گود‘‘ إلى المنطقة الصناعية بـ”ألفافار”، حيث غرفة التنسيق المغربية وسط مقر شركة إيكيا. هنا، يجتمع الفريق المغربي يوميًا، يعمل بلا كلل لإعادة الحياة إلى إقليم فالنسيا بعد أكثر من 40 يومًا على كارثة فيضانات دانا التي خلفت دمارًا هائلًا في البنية التحتية وحياة السكان.
فريق مغربي منظّم: أرقام وحصيلة
الفريق المغربي المكون من 103 عنصرًا دخل فالنسيا عبر فوجين، الأول وصل يوم 12 دجنبر 2024: بـ24 شاحنة مجهزة للعمل. أما الفوج الثاني وصل يوم 16 دجنبر 2024 بـ12 شاحنة، كما يتكون الفريق من شاحنتين متخصصتين و4 تقنيين مكلفين بصيانة الآليات.
وفقًا للمسؤولين الذين تحدثوا مع “گود”، يعمل الفريق بمعدل 9 مواقع يوميا، حيث يتم تخصيص 4 شاحنات لكل موقع للعمل من الساعة 08:00 صباحًا إلى 18:00 مساءً، مع يوم راحة أسبوعي كل يوم جمعة.
بالنسبة للمدن المغربية التي شاركت في هذا العمل الجماعي البطولي، أوضح ذات المسؤولين أنها شملت كل من : طنجة، تطوان، العرائش، وجدة، بركان، تازة، فاس، مكناس، القنيطرة، الرباط، الدار البيضاء، بني ملال، آسفي، مراكش، وأكادير.
قادة الفريق: تأطير احترافي وقيادة متفانية
تشرف المديرية العامة للوقاية المدنية على تأطير الفريق 103، بقيادة كل من الكولونيل جمال المكنوني والكومندان ياسين خبويز .هذان القائدان كانا يشرفان على غرفة التنسيق اليومية، حيث يتم توزيع المهام ومتابعة تقدم العمل في الميدان مع التنسيق المتواصل مع السلطات الإسبانية.
التضامن الإنساني: وجبات مغربية بروح أمازيغية
إلى جانب الجهود الميدانية، كان للعامل الإنساني دور كبير في دعم الفريق، حيث أعرب قادة الفريق عن امتنانهم الخاص لمطعم أمازيغ بمنطقة تورنت، الذي كان يتكفل بإعداد وجبات مغربية يوميًا للعمال.
هذه الوجبات لم تكن مجرد طعام، بل كانت تعبيرًا عن الدعم الروحي والوطني، مما ساهم في تعزيز الروح المعنوية للفريق أثناء عملهم في ظروف صعبة.
جهود بطولية.. تدخلات في 9 مواقع يوميا
وتعكس حصيلة التدخلات التي أنجزها الفريق المغربي مستوى عالي من الاحترافية من خلال: 1/ تنظيف شبكات الصرف الصحي وإزالة الأوحال والمياه المتراكمة في المآرب. 2/ صيانة شبكات مياه الأمطار التي كانت تعاني من انسداد كامل بسبب الأتربة والنفايات. 3/ التدخل في تسع مواقع يوميًا في مناطق مثل ألفافار، ماسانسا، بيتوسا وغيرها (أربع شاحنات لكل موقع والعمل المتواصل من 08h صباحا إلى 6 مساءا).
عمل الفريق المغربي لم يكن مجرد جهود تقنية؛ بل كان شهادة إنسانية على قوة التضامن الدولي، بشهادة الإعلام والمسؤولين الإسبانيين.
الإسبان عجباتهم بزاف الخدمة لي دار الفريق المغربي، بل منهم للي ردد عبارات مثل ’’فيفا ماروكوس” عند رؤية الشاحنات المغربية تمر في شوارع فالنسيا.
الفريق المغربي لم يقتصر دوره على إزالة آثار الفيضانات فقط، بل حمل معه رسالة إنسانية ووطنية تعكس قيم التضامن والعمل الجماعي. القيادة المتفانية، التنظيم الدقيق، والدعم المجتمعي، جعلوا من تدخل الفريق المغربي قصة نجاح ملهمة تُضاف إلى سجل العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا.
وتُعتبر فيضانات ’’دانا” واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها إسبانيا في السنوات الأخيرة. وفقًا للتقارير الرسمية: من حيث الخسائر البشرية، حيث أسفرت الفيضانات عن وفاة أكثر من 250 شخص بينهم أطفال وكبار سن، وإصابة العشرات بسبب الانهيارات أو تعرضهم لصدمات كهربائية.