حميد زيد – كود//
اشتروا ذلك الميكرو الأسود.
و كرسيا. أو أريكة. للضيف.
وخلفية ديكور.
و ادخلوا.
ادخلوا واحدا تلو الآخر إلى الشاشة.
ادخلوا إلى البودكاست.
ادخلوا وسجلوا البرامج وتألقوا واكسبوا المال.
ادخلوا واربحوا.
ادخلوا إلى الفيديو وانجحوا.
ادخلوا وصيروا نجوما.
لكن على جزء منا أن يبقى في الخارج.
لأنه لا يمكن لنا أن نقدم جميعا برامج حوارية.
لا يمكننا جميعا أن نتوجه إلى المغاربة.
لا يمكننا جميعا أن نقدم لهم خدمة صحفية.
لا يمكننا جميعا أن نكون مؤثرين. و يوتوبورز.
لا يمكننا جميعا أن ندخل دفعة واحدة إلى الفيديو.
و كي يبقى هناك جمهور يتفرج فينا.
وكي يبقى هناك متتبعون. ومشاهدون. ورأي عام.
وشعب.
وكي يبقى هناك خارج.
وواقع.
وكي يبقى من نتوجه إليه.
فإنه علينا أن لا ندخل جميعا إلى الشاشة.
على المغاربة أن يتفقوا في ما بينهم.
عليهم أن يتفاوضوا حول من يدخل منهم إلى الفيديو ومن يبقى خارجه.
عليهم أن يتوصلوا إلى حل.
عليهم أن يجلسوا إلى طاولة الحوار.
عليهم أن يخوضوا تجربة التناوب التوافقي الثاني.
كي يدخل من لم يدخل من قبل.
وكي يخرج الذي دخلوا لفترة طويلة.
و النصف يدخل اليوم.
والنصف الآخر غدا.
وكي يظهر من يقول: أ مولا نوبة.
فرغم أن هذا الدخول يبدو سهلا. وغير مكلف. إلا أن مكمن الخطورة فيه.
هو أن المغربي المتلقي سيصبح معه غير متوفر.
ولن نجد من يسمع. ومن يتفرج. ومن يناقش.
وكل مواطن سيكون مؤثرا.
وصانع محتوى.
بينما لن نجد مع المؤقت من نؤثر فيه. ومن نصنع له المحتوى. ومن نخاطبه.
ومن نثقفه. ونعلمه. ونسليه.
و بلاد كل من فيها على علم. وعلى دراية.
و مؤثر.
ونخبة.
هي بلادي ستعاني في المستقل من تراجع معدل الجمهور فيها.
ومن تراجع العوام.
بعد أن تدخل الدولة إلى الشاشة.
و تدخل الحكومة.
و تدخل المعارضة.
وتختفي بالتالي القواعد.
ويختفي الشارع. والنضال. والاستقطاب. والكتابة. والواقع.
و تظهر سلطة قامعة تحافظ على مواقع الداخلين إلى الفيديو.
وتراقب مواقعهم.
وتحرسها.
وتمنع الصعود إليها. من خلال التعليم. والشحن. والتكييف. والتربية.
والوسيط الوحيد الذي سيبقى بين الطرفين.
وبين من في الداخل
وبين القلة القليلة العالقة في الخارج
والعاجزة عن الدخول
سيكون هو سوينغة.
ناصحا
من يعيش خارج الفيديو بالصبر
و بالقناعة.
وبالالتزام بالقانون. وعدم اقتحام الشاشة المسورة.
وعدم التطاول على أسيادها.
وإلا….