كود : يونس أفطيط///

أنا الشعب، ليس كله، بل جزءه المهم، الذي تحتاجونه اليوم، وها أنا ماثل أمامكم، وأنتم تلاحقونني وأنا أتمنع بغنج، أنا الشعب الذي لم يتزوج بعد، أنا الشعب الذي يشاهد إعلانات شقق السكن الشعبي وأشاهد قيمته المادية فأجزم أنه شعبي من ثمنه لأوروبا ومن بناءه لإثيوبيا، أنا الشعب الذي يحمل فوق ظهور الحمير لأصل المستشفى، وقد لا أصل لأن القنطرة إنهارت بسبب الفيضانات وليس هناك طريق سالكة.

أنا الشعب، نعم أنا هو، أنا الذي لا أعرف ما المقصود بكلمة التغطية الصحية، وأجلس في المقهى ليس لشرب القهوة التي لا أملك ثمنها بل لإستغلال الويفي مجانا حتى أنفس عن نفسي وأسب في الفايسبوك.

أنا الشعب وهكذا أقسم نفسي…الذين لا صاحب لهم يقاطعون….التبع يتقاتلون…أشباه المثقفين يشاهدون…الغوغاء يرتشون…والبقية في الوسط ضائعون.

أنا الشعب ومتأكد أن أحدكم سيفوز على الآخر، ليس بشيء بقدر ما هو بإلتهام أحلامي، لذلك أؤكد لكم أني لم أقرأ برنامجكم الانتخابي، لأن جزء مني أمي والجزء الآخر قرأها ذات زمان ووجدها لا تمت للواقع بصلة.

أنا الشعب وأخبركم أنني مستعد للتصويت على المرشح الذي سيخدمني حقا، أريد دمية سيليكونية، دمية لكل مواطن ومواطنة، ولا بد أن تكون أنواعا، فأنا أفضل الانواع والاشكال، أريد هيفاء وهبي، وكارديشيان، وإياكم أن تقتربو من أنجلينا جولي، أعطوني إليسا وناسني، وروبي، ولوبيز، إمنحوني شاكيرا ولجزئي الآخر جاستن بيبر وطوم كروز وكريستيانو، ولا أرغب في ميسي، وحتى براد بيت لا أريده رغم وسامته فهو خائن للعشرة وإن كان جمادا.

أنا الشعب وأريد وعودا ملموسة تدوم وتدوم وتدوم، أريد “مونيكتي” ولا أريدها فضيحة كمونيكا لوينسكي، أريدها مستورة، وفي الخفاء، وأنا سأصوت لكم، هذا هو برنامجي أنا، وهكذا سأصوت.

أبرقوا للبنك الدولي وإعرضوا عليه الأمر، قد يعطيكم قرضا سخيا لتشتروا لي الدمى وألتهي بها عمن سواها، وهاد لعمري ضرب سرب عصافير بحجر، وأنا أعرف هذا وأعرضه عليكم، ولا بأس إن كان فيه تحديد للنسل، حتى لا يزعجكم أحد في المستقبل، ولا بأس إن كانت دميتي ستلهيني أبد الظهر عما يقع، فسارعوا قبل أن أتراجع، وإمنحوني دميتي وها أنتم قد رأيتم كيف شغفت بحبها على الفايسبوك.

عرضي محدود، ولن يدوم طويلا، وعلى أي مرشح يرى في نفسه الاهلية الكاملة لتنفيذ الطلب أن يتقدم إلي أنا الشعب وسأوافق على الفور على طلبه في إطار قانون الصفقات الشعبية.