حميد زيد – كود ///
تلوم مايسة سلامة الناجي السلفي لأنه يركز على نهدها.
ويهاجمه.
إلا أنه لا يحارب بالمقابل الفساد السياسي.
ولا يركز عليه كما يركز على النهد.
ولا يذهب إلى غزة لنصرة الفلسطينيين.
ولا ينتقد رئيس الحكومة.
ولا يحتج على أي شيء بنفس احتجاجه على البزازل كما تقول بعظمة لسانها.
وكل ما يهم السلفي. حسب مايسة. هو النهد. النهد. النهد. النهد.
وهو شغله الشاغل.
وكلما رآه. وكلما برز نهد. وكلما أطل. وكلما نفر صدر. كان له السلفي بالمرصاد.
و حملق فيه.
ونهر صاحبته. وهددها. وحرض عليها.
وهذا طبيعي يا مايسة.
فالنهد أخطر من الفساد. وهو قضية لوحده.
ولا يمكن أن لا يركز عليه الإنسان.
ولا يمكن أن يتظاهر بأنه غير مهتم به. مهما كان ورعا.
لكن النظرة إلى النهد هي التي تختلف.
وللشاعر نظرته إلى النهد. التي تختلف عن نظرة الطبيب. وعن نظرة السلفي. وعن نظرة العاشق. وعن نظرة المهووس. وعن نظرة الطفل. وعن نظرة الرضيع. وعن نظرة الفاجر. وعن نظرة الدون خوان. وعن نظرة المرأة إلى نهدها.
و للعالِم نظرته الخاصة.
وهناك من يحلله من الداخل.
وهناك من لا يهمه إلا شكله الخارجي.
وهناك من يزيد في مقاسه.
و هناك من يمرض به.
وهناك من تشغل عقله الحلمة ويطوف حولها.
وقد اتفقت كثير من النسويات الصديقات مع ما قالته مايسة.
وصفقن لها.
وأعجبن بها. وبجرأتها في تناول الموضوع.
و بفضحها للسلفي.
كأنه ليس من حق أحد أن يركز على النهد. ويسترق النظر إليه.
و يتلصص عليه.
وربما ينظر إليه السلفي الذي ردت عليه مايسة نظرات شزراء.
وربما يحذر من النهد باعتباره خطرا.
و يجب الابتعاد عنه.
وربما يسيء إليه. ويقلل من شأنه. ويتحدث عنه بطريقة غير لائقة.
وربما يريد أن يدفعه كي يدخل.
بينما أغلب الناس يقدرونه. ويحترمونه.
وحلمهم هو لمسه.
وهو الاقتراب منه.
وهو مداعبته.
وهو رؤيته.
وكم من رأس يشرئبّ ليطل عليه.
وكم من عنق يتطاول ليحصل على نظرة.
وكم من سقطة في الشارع.
وكم من لعثمة.
وكم من مواقف محرجة يتسبب فيها النهد.
وكل هذا لأنه مهم جدا. وضروري. وجذاب.
وعجبي
لمن يستهين به.
وينتقد من يهتم به. ومن يدوخه.
فلا يمكن لأي إنسان عاقل أن يغض الطرف عنه.
وسواء كان بارزا.
وسواء كان تحت القميص.
فهو يبقى خطيرا. ومثيرا للاهتمام.
ومن العبث أن يتركه المرء ويركز على عزيز أخنوش.
أو على أي شخص آخر.
أو أي قضية أخرى.
كما أنه من الحمق أن تحاربه كما تحارب الفساد.
بل عليك أن تحبه.
وأن تتعب كي تصل إليه.
وأتفق مع مايسة في أن السلفي يزعجه النهد. ويبالغ في التحذير من جسد المرأة.
ويعتبره فسادا.
ويناضل كي يغطيه. كي لا يظهر.
إلا أن هناك من يحب النهد.
ومن يبحث عنه في كل مكان عنه.
ومن يقرأ من أجله.
ومن يتفرج. ومن يشاهد الأفلام.
ومن يتعب. ومن يسهر الليالي.
ومن يعمل.
ومن يجتز المباريات. والحواجز. ويسافر. ويقطع المسافات الطويلة.
ومن يخوض الحروب والمعارك الطاحنة للظفر به.
ومن يختبىء في الدغل كي يفوز به.
ومن يموت شهيدا من أجله.
ومن ينفق كل ما يملك كي ينام في التقويرة.
فهو لا يقل شأنا عن أي قضية. وعن أي موضوع.
إن لم يكن هو قضية القضايا.
لذلك فإنه من حق الناس أن يركزوا عليه.
وأن يعيشوا من أجله.
ويعتبروه هو الأهم. وهو الأخطر. وهو الأول.
فالفساد يزول في النهاية.
والحكومات تتغير
والسلطة يُتداول عليها.
والسلفي يستسلم.
بينما النهد يبقى.
ومنه يخرج الرجل
ويخرج الطفل
وتخرج المرأة
ويخرج الحب
والنظرة
ومنه تخرج كل الحياة.