عثمان الشرقي – كود//
فالأطلس المتوسط، بين خنيفرة، أزرو، وإملشيل، كاين كلب ماشي بحال الكلاب. شعرو مزغب، ولونو بين الأبيض والقهوي، عينيه كيلمعو كيشوف اش كيتحرك فالجبال لي مقابلة معاه، هاد الكلب الاسم ديالو “إيدي الأطلسي” أو “آيدي”، سلالة مغربية قديمة كانت كتعيش مع سراحة فجبال الأطلس، كيحضي ويسرح الغنم وتايجري على الدياب وكيحضي الدار مني تيكون مولاها غايب ،هاد الكلب كان جزء من الحياة اليومية فالمغرب القروي، حتى ولى جزء من الذاكرة. السراح القدام كيقولو عليه انه كيعرف كل صوت فالدّوار، وكل ريحة برانية جاية فالطريق. ما كانش أيدي غير كلب، ولكن واحد من العائلة.
الوظيفة الأصلية ديال الكلب هي الحراسة ومرافقة الرعاة فالسّهول وجبال الأطلس، وحمايتها من الدياب. سكان الجبال كيعرفو قيمتو الحقيقية والصبر ديالو، وشحال من واحد جرب كلاب بحال الراعي الألماني وما صدقش بحالو، هاد الكلب كيقتل حتى العݣارب ولفاعيخ اللي كيقربو من لكسيبة ، وكيتعرف عليهم وكيعرف السم ديالهم وضررهم، وكيقتلهم بطريقة سبيسيال وزيد عليه، كيسوݣ الناس فالظلام ، وكيكون حتى مرافق ديال الصيادة فالقنص ديال الحلوف، وفي هاد الحالات كيتعتبر أهم من السلوقي اللي ما يقدرش يطاكيه أما التمن ديالو، وهو جرو، ففرنسا كيوصل حتى لمليون سنتيم.
المشكل اليوم أن هاد السلالة ولات مهددة بالانقراض بسبب التهجين، وقلة الاهتمام. ما كاين لا برامج للتربية، لا دراسات علمية، لا حتى مبادرات محلية باش يتحافظ عليه. فالمقابل، بزاف ديال المغاربة ما كيعرفوش أن هاد الكلب هو نفس السلالة اللي ظهرت فالمسلسل الفرنسي بيل وسباستيان” (Belle et Sébastien) اللي تصور فستينات القرن لي فات، المنتجين ديال المسلسل اختارو “إيدي الأطلسي” باش يكون بطل القصة، حيث جامع بين الزعامة والولف ،والجهد ، والذكا العالم شاف هاد الكلب فالتلفازة، وعجبهم بزاف، وبداو الفرنسيين كيديوه معهم اليوم، بعض الجمعيات فالمغرب بدات كتحاول ترجع الاعتبار لهاد السلالة، خصوصاً فمناطق الأطلس المتوسط. الهدف هو الحفاظ على نقاوتو وتوثيق السلالة رسمياً كتراث مغربي. كاين اللي كيطالب بإدخالو حتى فالمعارض الوطنية للحيوانات باش الناس تعرف عليه أكثر، خصوصاً الشباب اللي عمرهم ما شافوه فالطبيعة إيدي الأطلسي” ماشي غا كلب، ولكن حيوان من تاريخ المغرب بحال أسد الأطلس، خاصنا نحافظو عليه ما أمكن.



