حميد زيد ـ كود//

ما ذنب تلك الدبابة الإسرائيلية. وما ذنب الجنود الذين بداخلها. حتى يقترب منهم. ويلتف حولهم المقاوم الفلسطيني. ويحط العبوة الناسفة. على الحديدة. مفجرا الدبابة.

أليس هذا إرهابا.

أليس تفجيرا لدبابة إسرائيلية آمنة. وقوية. وباهظة الثمن.

أليس اعتداء عليها.

وعلى فولاذها. وطمأنينتها. وعظمتها. وتفوقها.

أليس احتيالا عليها.

أليس مكرا. وخديعة. من طرف كتائب القسام.

فقد شاهد العالم أجمع هذا الوجه البشع لحركة المقاومة الإسلامية حماس. وهي تدمر دبابة عزلاء. وبريئة. وآخر صيحة في التكنولوجيا الحربية.

وذنبها أنها كانت تتوغل في غزة.

ذنبها الوحيد أنها كانت تريد أن تخلص الفلسطينيين من دواعشهم.

وليس هذا فحسب.

بل إن المقاوم الفلسطيني خرق كل قوانين الحرب الدولية.

ولم يواجه الدبابة بدبابة مثلها.

ولم يأخذ مسافة منها.

ولم يحترم مسافة البعد.

ولم يهرب.

ولم يستسلم.

ولم يبتعد.

ولم يقل هذا مستحيل.

بل جاء إلى الدبابة. وتقدم نحوها. غير هياب.

بل ركض نحوها.

بل جاء إليها وهو بشر.

بينما هي مجرد آلة ولا ذنب ليها.

بل اتجه نحو الوحش الحديدي الذي لا يُهزم. وأصابه في مقتل. من المسافة صفر.

الوحش ذو الفوهة التي تقتل الأطفال.

الوحش الذي يوجه فوهته إلى السيارات. وإلى المدنيين. وإلى كل حركة.

ثم وضع المقاوم الفلسطيني القنبلة بعد ذلك في صدر الوحش المعدني. وفي نقطة ضعفه.

وهذا لا يجوز. ولا تَنَاسُب فيه.

هذا يعتبر جريمة حرب يلزم على كل العالم إدانتها والتنديد بها.

هذا يسيء كثيرا إلى القضية الفلسطينية.

هذا يعطل مسلسل السلام.

هذا لا احترام فيه للقوة الإسرائيلية. وللدعم الأمريكي لها. وللإنسانية.

هذا تطاول فلسطيني على القوة الغاشمة.

فمن أخلاق الحرب أن لا تعترض الدبابة بيدك.

أو بسكين.

أو بقنبلة يدوية الصنع.

ومن غير المقبول أن تعترض طريقها. ولا تترك زناجيرها تدك الأرض دكا. كما يحلو لها.

وتدوس على أرض ليست لها.

وتقتل كل من تجده في طريقها.

ولو كانت حركة حماس حركة مقاومة كما تدعي لواجهت الدبابة بدبابة مثلها.

ولما لجأت إلى هذه الأساليب الشيطانية.

وإلى حيلة الضعيف.

وإلى ما لا يتخيله عقل بشري.

إذ لا يجوز أن تكون هناك ملاحم فلسطينية في الاجتياح الإسرائيلي.

لا يجب أن يتحدث أحد عن معجزة.

لا يجب أن يحقق الفلسطيني أي بطولة.

لا يجب أن يتحدث عنه أحد.

لا يجب أن تنقلب الآية. ويصبح دواد فلسطينيا.

فقد جاء في الخبر أن داود الصغير. كان يرمي بالمقلاع رميا عظيما. فبينما هو سائر مع بني إسرائيل. إذ ناداه حجر خذني. فإن بي تقتل جالوت العملاق..ثم رمى به جالوت ففلق رأسه.

وفجر داود الدبابة.

وفر جيش جالوت المدجج بالأسلحة وبدعم كل القوى العظمى منهزما.

ثم ما هذا السروال الرياضي الذي كان يرتديه ذلك الشاب الذي أطلق قذيفة على دبابة إسرائيلية ثانية.

وفجرها هي الأخرى.

والذي هو نسخة مزورة لماركة ألمانية مشهورة.

ومن زورها.

ومن يبيعها في غزة لحركة المقاومة الإسلامية.

ولماذا لم يكن يرتدي البزة العسكرة. واللون الكاكي. والحذاء الطويل بعنق.

ولماذا خرج من النفق. ثم عاد إليه سالما.

لماذا كل هذا العنف.

وكل هذا الإرهاب

وكل هذه الإرادة

وكل هذه الاعتداءات على الدبابات الإسرائيلية المسالمة

وهي تحاول

تخليص الفلسطينيين

من حركة حماس.

لماذا هذا التفجير للدبابات من المسافة صفر

لما لا يأخذ المقاوم مسافة منها

لماذا لا يفرش لها الطريق.

لماذا لا يستسلم.

لماذا لا يتخلى عن وطنه لليهود.