حميد زيد – كود//
بعد كل هذا القتل.
بعد كل هذه الجرائم الإسرائيلية.
فإنه لمن العار أن نستمر في الحديث عن حركة المقاومة الإسلامية حماس.
و في وصفها بالإرهاب.
وفي إدانتها.
و في التحذير منها.
ويجب أن نكون مع إسرائيل.
ومع نتنياهو
يجب أن نكون شركاء في هذه الجريمة حتى نظل مركزين على حماس.
يجب أن نكون ناطقين باسم الجيش الإسرائيلي. حتى نقوم بكل هذا الترويج الدعائي الإسرائيلي.
وبينما تتم فيه إبادة شعب بالكامل.
بحماسه.
وبكل فصائله.
وبكل فلسطينييه.
وبينما دمرت إسرائيل كل غزة فوق رؤوس المدنيين.
وبينما نتفرج يوميا في قصف دولة لشعب أعزل ومحاصر.
و بينما لم يعد هناك لبس.
وبينما تأكد العالم أجمع أن النازي الوحيد. والإرهابي الوحيد. ومجرم الحرب الوحيد. والعنصري الوحيد. والمارق الوحيد. والذي يشكل خطرا على الإنسانية جمعاء. هو دولة إسرائيل.
نظل نحن في كود نردد حماس. حماس. حماس. حماس. حماس.
ونحذّر منها.
و يتكلم معنا نتنياهو كي يقول نفس الشيء.
وينشادنا اليهود في إسرائيل كي ننقل رسائلهم إلى المغاربة.
وكي نتضامن معهم وهو يقتلون الفلسطينيين.
وفي وقت صار فيه حتى بعض يهود إسرائيل يشعرون بالعار من جرائم دولتهم.
وهم يرون القتل اليومي للأطفال الفلسطينيين.
وهم يرون كل هذا الموت الذي يتسببون فيه.
ويخجلون من ذلك.
ويخجلون أنهم يهود.
ويتذكرون المحرقة.
ويرون أن شعبا غيرهم يتعرض الآن لمحرقة ثانية من طرف ضحايا الماضي.
والاختلاف الوحيد أن هذا الشعب ليس معه غرب.
وليس معه من يعد ضحاياه.
ومن يفضح النازية الإسرائيلية.
و ليس معه من يوقف التصفية التي يتعرض لها.
وفي وقت تراجعت فيه دول غربية عن مساندتها المطلقة لإسرائيل.
نلح نحن على حماس.
ولا نتراجع.
بشكل مستفز. و منحاز للقتلة. وللاحتلال.
مقدمين الخدمة لدولة مجرمة. تسيء إلى اليهود. و إلى كل الإنسانية.
و وسط كل هذا الموت.
وكل هذه المآسي.
و كل هذا الشر الإسرائيلي.
لا هم لنا نحن في موكد سوى حماس.
وبعد أن فشلت إسرائيل في دعايتها.
وبعد أن صارت مفضوحة. وعارية. ومكشوفة. ومتهمة من كل العالم.
لا نمل نحن في كود من إدانة حماس.
ولا نتزحزح قيد أنملة.
ونربط ذلك بالمصلحة الوطنية.
وباليهود المغاربة.
ونتمتع بكل هذا الترف في التحليل.
كما لو أن هناك عقدا يجمعنا مع الاحتلال. ولا يمكننا التراجع عنه.
وفي وقت يتعرض فيه شعب بالكامل للإبادة.
لا نمل نحن من إدانة حماس.
و لا نجد أي حرج في وضع التقابلات
وفي النيل من حركة المقاومة الإسلامية
لا لشيء إلا لأنها إسلامية.
وفي تبيض صفحة القاتل. وفي استحضار إيران. وفي الاستنجاد بها. بسبب أو بدونه. كي تسهل علينا المأمورية. حتى صرنا في كود نسخة مشوهة من الدكتور عبد الرحيم منار السليمي.
والحال أن القضية هنا تتعلق بدولة تحتل أرضا ليست لها.
و تبيد شعبا بالتدريج.
وتدفع من لا يزال على قيد الحياة إلى أن يترك بلاده.
ويفر بجلده
وهذا ما يجب على كل من يتوفر على ذرة إنسانية إدانته.
وليس حماس.
فنحن الآن نعيش واحدة من أفظع الجرائم التي تم ارتكابها في التاريخ.
نحن الآن نرى جيش دولة احتلال يقتل بشكل يومي شعبا أعزل.
لا جيش له.
نحن نرى حربا بين طرفين
بينما في الحقيقة لا يوجد سوى طرف واحد
قوي
و تسانده أمريكا
وله اليد الطولى. ولا يخشى من عقاب. ولا من محاكمة. ولا من حصار.
ولا من عقوبات.
ولا تهمه أمم متحدة. ولا مجتمع دولي.
وهو الذي يسمي جرائمه حربا.
وهو الذي يعتبر ما يقع صراعا.
وهو الذي يملك اللغة. والخطاب. والتعريفات.
نحن نرى حربا لا تحمل من من الحرب إلا الاسم.
نحن نرى دولة تقتل شعبا بدعوى مواجه فصيل مسلح.
نحن شهود على كل ما يقع
نحن نتفرج في واحدة من أبشع الجرائم التي قام بها الإنسان
نحن نرى كل يوم رؤوس أطفال غزة.
ونرى الأعضاء المقطوعة.
ونرى الشظايا في أجساد الصغار. ونرى الضمادات. ونرى بطون الأطفال المفتوحة.
ونرى إرهاب دولة إسرائيل
ومع ذلك
مازلنا كالحمقى نردد حماس. حماس. حماس. حماس.
وندينها.
ونحذر المغرب منها.
