عمر المزين – كود//

أفاد تقرير صادر عن المندوبية السامية للتخطيط أن استهلاك الأسر سيشكل الدعامة الرئيسية للنمو الاقتصادي الوطني خلال الفصل الرابع من عام 2024، حيث ستواصل الأسر الحفاظ على وتيرة نمو إنفاقها الاستهلاكي، مستفيدة من المكاسب في القدرة الشرائية المرتبطة بزيادة التحويلات الاجتماعية وارتفاع المداخيل المرتبطة بالأجور.

وقد يشهد معدل ادخارها، حسب المندوبية، تحولاً نحو الارتفاع، بالنظر إلى استئناف نمو الدخل الحقيقي وتحسن ودائعها المصرفية الذي بدأ في أوائل عام 2024، بينما سيشهد الإنفاق الاستثماري تباطؤًا ملحوظًا، في ظل الآفاق الاقتصادية الدولية الأقل ملائمة التي ستدفع الشركات الصناعية إلى اتباع نهج أكثر تحفظًا في إنفاقهم الاستثماري.

بالمقابل، سيشهد إنجاز مشاريع التهيئة المائية والتحتية تحسنا مما سيعزز الإنفاق العمومي وسيدعم زيادة الاستثمار بنسبة 5,4% خلال الفصل الرابع من عام 2024، عوض 9,6%.

وفي المجمل، يتوقع أن يعرف الطلب الداخلي تباطؤا في وثيرة نموه ليصل إلى 4% عوض 5% المرتقب تحقيقها خلال الفصل السابق. وسيواكب هذا التباطؤ وبعض التطورات المرتبطة بالعرض تباطؤا طفيفا في وتيرة نمو الأنشطة الاقتصادية خلال الفصل الرابع من 2024.

ويرتقب أن يؤدي استكمال مرحلة التعافي في الصناعات الاستخراجية، وارتفاع أسعار الأسمدة العالمية، والشكوك بشأن تجديد القيود المفروضة على تصدير الأسمدة الصينية خلال الفصل الرابع إلى الضغط على ديناميكية الصناعات الاستخراجية والكيميائية.

كما ستظهر صعوبات في بعض القطاعات، ولا سيما الصناعات الغذائية التي تمر بظرفية صعبة ناجمة عن ضعف العرض الفلاحي المحلي والتكاليف المترتبة بالنسبة لصناعات تحويل اللحوم والحبوب والحليب. مما سيساهم في تباطؤ القيمة المضافة للصناعات التحويلية، حيث ستحقق زيادة محدودة ستصل إلى 2,7% خلال الفصل الرابع.

وفي ظل هذه الظروف، يرتقب أن يعتمد تنامي النشاط باستثناء الفلاحي بشكل أساسي على ديناميكية البناء والخدمات، ليصل نموه إلى 3,2% خلال الفصل الرابع من عام 2024. كما يرتقب أن تواجه الأنشطة الفلاحية خلال الفترة نفسها استمرار تراجع الإنتاج الزراعي، وانخفاضًا أقل حدة على مستوى إنتاج الفروع الحيوانية.

وستشهد تكاليف الإنتاج المرتبطة بالوقود والأسمدة والأعلاف المركبة المصنوعة من الذرة والمبيدات انخفاضًا طفيفًا، بينما ستظل تكاليف أعلاف الماشية والغاز مرتفعة. بناءا على ذلك، ستعرف القيمة المضافة الفلاحية انكماشا بنسبة 4,4% على أساس سنوي، بمساهمة سلبية 0,4 نقطة من النمو الاقتصادي الإجمالي.

وفي العموم، من المتوقع أن يحقق الناتج الداخلي الخام نموا سيبلغ 2,5% خلال الفصل الرابع من عام 2024 على أساس سنوي، عوض 2,8% المرجح تحقيقها خلال الفصل الثالث. ويستند سيناريو هذا النمو بالأساس إلى تطور أكثر اعتدالاً للطلب في الفصل الأخير من عام 2024.

وترتبط المخاطر المتعلقة بهذا السيناريو بشكل أساسي بتطور الصادرات. فمن الممكن أن تكون الزيادة في الصادرات من الصناعات الاستخراجية والكيميائية أقل أهمية مما كان متوقعا، وخاصة في حالة استئناف الصادرات الصينية، في حين أن زيادة أكثر استدامة في الطلب الأوروبي الموجه نحو صناعات معدات النقل والكهرباء من شأنها أن تدعم آفاق نمو النشاط الاقتصادي خلال هذا الفصل.