عمر اوشن – كود//
في إسبانيا يخرج نجم التنس العالمي الكبير إلى مساعدة السكان في مواجهة سيول مياه وفيضان وفي البيضاء لنا بصير و نور الدين النيبت بينما في بركان يخرج هشام الكروج عندنا لقطف الفاكهة وجني البرتقال..
قطف الفواكه عندنا يتم حسب قاعدة تقول :اللهم أرحمني أولا وزدني ثانيا وأبسط نعمك ثالثا ولا حول ولا قوة لنا للآخرين..
خلق الله البشر وقسم الارزاق في كتاب ونحن لا دخل لنا في الفقراء لو تفاقموا غرقا ولا في الأثرياء لو نفخ في بطونهم الريع والشحمة والسحت..
نقلد الغرب المسيحي والغرب الكافر والعلماني في أنواع السراويل و ديزاين الفيلات والمعاطف و القمصان ونقلدهم في مائدة الطعام والمشرب وكل شيء لكن لا نقلدهم و نتعلم منهم الدروس في التضامن والمواطنة والتسامح و الإنخراط في قضايا السكان..
نحن أمة تتفن في التفرج على غريق و من تعرض لحادث سير وعلى من سقط من أعلى ورش بناءعمارة وتتفرج يدها مشلولة على من هو في حاجة لمساعدة ساعة الشدة والضيق والغرق والاحتضار..
لا أحد يدق على الباب ولا على الخزان..
بمجرد ما ينتهي الفيلم ويسلم الضحايا أرواحهم تبدأ المندبة..
تسيل دموع التماسيح من نخب سياسية ومالية لم تتحرك في الوقت المناسب وخرجت في جنازة الشهداء تبحث عن كاميرات و كسب أصوات..
لم يكن النجم الإسباني الكبير في حاجة الى صور له في الفيضان لتزيده شهرة..
فهو أصلا في القمة.. ولم يكن عازما ولا ينوي الترشح مع التجمع الوطني للأحرار أو الإتحادالدستوري و الحركة الشعبية..
حينما خرج ..خرج بما فيه من روح أنتماء الى المواطنة والإنسانية وقيم الحضارة..
نحن لنا أصناف في النجوم .. من يصور نفسه يضرب الشيطان بالحجر في مكة و صنف يأخذ صورا في مناسبات معروفة يأكل لوبية في مطعم شعبي أو يصلي في مسجد أو يقف في الصف لآداء فاتورة كهرباء..
و هي غالبا حركات تسخينية للترشح في الانتخابات ودخول برلمان أوحكومة من باب أسهل.
صنف آخر يهمش وينسى ويحارب بفنية رديئة لأنه لم يضع رأسه مع القطعان وأختار طريقا آخر ..
و هناك من مات في أوضاع مأساوية بعلم الجميع و في الأخير رأينا في خبر الوفاة من يذرف دموع التماسيح.
أوروبا والغرب واليابان وأمريكا لهم أسماء أنارت الحس الإنساني وخلدت مرورها في هذا العالم العابر الفاني بأعمالهم وأعمالهن الرائعة..أعمال طبعها العطف والعطاء والكرم والإكرام وتوزيع الثروة على من يستحقها..تلمس في أعمالهم الحب و الخير يمشي على رجليه و يتنفس..ومايفعلونه لا يبحثون وراءه عن فيلا في الجنة ولا عن سكن إقتصادي و لا عناقيد عنب الصخيرات..
يفعلون الخير لأنه جزء من جيناتهم وأفكارهم وفلسفتهم في الحياة و كفى.. إنتهى الكلام.
نحن لنا من النجوم من مات وهو يطلب و يبكي رغم ما ملك من عقار ومال ..
من تربى على السعاية يظل فيها ولو منحته مال الدنيا..
رافاييل نادال..ينصرك الله والوطن ومحبة الناس.