احمد الطيب كود الرباط//

اللي واقع فغزة اليوم، ماشي غير صدمة، بل لحظة فاصلة فوعي جماعي بدا كيتبلور وسط الدمار والموت والشتات. سكان غزة خرجو يحتجو، لأول مرة ضد حركة حماس، بشعار “حماس برا برا”، وفي نفس الوقت طالبين بوقف الحرب، مؤكدين أنهم ضد الاحتلال والإبادة للي مارسها فحق شعب غزة.

مقاومة جديدة واقعية، شعارها السلم والأمن وفي نفس الوقت ضد الاحتلال الإسرائيلي، مقاومة رافضة لخيارات حماس وأسلوبها الإسلامي السلطوي.

الحراك الشعبي اللي تسمّى “بدنا كرامة” خرج ببيان كيقول فيه بللي كيعبر على أصوات الناس اللي تظاهرو من بيت لاهيا وطالع، وبلي ما بقاوش قادرين يسكتو على وضعية الحرب وحكم حماس للقطاع.

الشعار للي ترفع “حماس برا برا” ماشي معناها دعم للاحتلال، بالعكس، راه فوسط الشعارات كانت الإدانة قوية للإبادة اللي كتديرها إسرائيل، ولكن مع تأكيد أن حماس فشلات فحمايتهم وفشلات توفر ليهم  استقرار امني واجتماعي واقتصادي وتحقق مطالبهم.

البيان وصف حماس بـ”العبء الفاشل” اللي جثم على صدور الناس لمدة 18 عام، وقال بللي الناس ما بقاوش باغين يتساقو للمذبح ساكتين. بالعكس، كيواجهو آلة الحرب الإسرائيلية من جهة، ومن جهة أخرى قمع الداخل اللي كتمارسو حماس.

واحدة من أقوى الجمل اللي جات فبيان الحراك: “لا كرامة للمرء إلا في بيته، ولا بيت لنا إلا في قطاع غزة، ولا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة”. الجملة فيها رسالة واضحة: القضية الفلسطينية أكبر من حماس، واللي خاص يتقدّس هو الحق فالدولة والحياة، ماشي الفصيل.

هاد الاحتجاجات جات ترد على واحد الوضع مأساوي: حرب إبادة، تهجير، فقدان الأمل، وقمع داخلي. الناس كيقولو بللي البنادق اللي المفروض توجه ضد الاحتلال، ولات كتوجه ضد أبناء الشعب.

الغريب هو كيفاش بزاف ديال وسائل الإعلام الداعمة لتيارات الاسلام السياسي واليسار، وعلى رأسهم قناة الجزيرة، دايرين عين ميكة، وساكتين على مظاهرات فصميم الصراع الفلسطيني. وحتى فالمغرب، بزاف من رافضي التطبيع والإسلاميين اللي ديما كيتكلمو على فلسطين، ساكتين وما قالو والو، حيث المعني بهاد الاحتجاجات هي حماس بالدرجة الأولى.

اليوم، انتفاضة شعب جات بشعار مفاده بلي: ما يمكنش تبقى لعبة فيدين لا الاحتلال ولا فصائل ما كتجاوبش مع هموم الناس. خاص مشروع وطني جامع، وخاص إعادة اعتبار للكرامة الفلسطينية.

هادو ناس خرجو كيطالبو بالحياة بأسلوب واقعي، ماشي بالموت. كيطالبو باستقرار وحفظ كرامة الشعب بأسلوب حضاري وإنساني، ماشي بمغامرات جنونية بلا أفق (السابع أكتوبر). كيطالبو بالمشروع الوطني ماشي بالمشروع الطائفي.