حميد زيد – كود//

هناك نوع من الغضب غير البريء.

وهناك ألم شرير.

وهناك التظاهر بالألم.

وهناك حزن مفتعل. وهناك مواساة. يبدو لك لك المتقدمون بها غير صادقين.

ولا يعنيهم الحادث الأليم.

ولا يعنيهم الموت. بل أين وقع.

وفي حالة الكفيف الذي توفي بعد سقوطه من سطح وزارة الأسرة والتضامن. فإنه لا يهمهم الضحية.

بل الوزيرة.

ويجتهدون في التألم. ليحملوها المسؤولية.

ويكتبون المقالات. ويبكون. مستغلين هذه المأساة. ليحصلوا على رأس بسيمة حقاوي.

وعلى رأس حزبها.

ومن أجل هذا الهدف. يستغلون الموت. ويستغلون ما وقع. ويتهمونها.

ولا أفظع من أن تتهم أحدا بتهمة كهذه وأنت غير متأكد.

ثم وأنت تعرف أن لا مسؤولية لها.

ثم وأنت تعرف ما حدث بالضبط. وتتظاهر بأنك لا تعرف.

وممكن أن وزارة الأسرة والتضامن لم تدبر ملف الأشخاص في وضعية إعاقة بالشكل الجيد.

بينما ثابت أن معظم هؤلاء الذين يفيضون إنسانية.

ويذرفون الدموع.

ويطالبون أثناء ذلك باستقالة بسيمة حقاوي. وباستقالة الحكومة. وبتحميلها المسؤولية.

لا يفعلون ذلك من أجل المكفوفين.

ولا تضامنا معهم.

وثابت أن ألمهم انتهازي. ومشكوك فيه. ولا أخلاقي.

ولو سقط الضحية من سطح وزارة أخرى. ولو سقط من سطح بناية يسيرونها. ويسيرها حزب آخر. لكان لهم رأي مختلف.

ولتحدثوا عن اقتحام المكفوفين غير القانوني لباب الوزارة.

ولتحدثوا عن كسرهم لنفس الباب.

ولتحدثوا عن “جريمة” احتلالهم للسطح.

وعن نهاية أي شيء اسمه التوظيف المباشر.

وهذا كله معروف. وسبق أن سمعناه من هذا النوع من المتألمين.

وبما أن الأمر لا يتعلق بأولياء نعمتهم

فها هم ينصبون خيمة العزاء

ويستغلون حادثا أليما. لتصفية خصومهم.

ويستغلون الموت. ليحصلوا بالمقابل على موت آخر.

وليقتلوا رمزيا وزيرة.

ولذلك لم يفوتوا الفرصة ليتخلصوا منها. وليسقطوها بدورها من سطح الحكومة. وليشاركوا بكثافة في مهرجان الألم.

واستعراض الإنسانية.

إلا أن هذا لا يبرىء ساحة العدالة والتنمية.

ولا يبرئهم من افتعال الألم واستغلاله.

فهم بدورهم ركبوا على كل الموجات. واستغلوا العاطلين عن العمل. واستغلوا المكفوفين.

واستغلوا الفقر.

واستغلوا الدين.

وحين وصلوا إلى السلطة. صاروا يواجهون أنفسهم. ويحرجون إنسانيتهم المبالغ فيها.

ويحرجون مواقفهم السابقة. وشعبويتهم التي تفضحهم في كل يوم.

وتفضح بسيمة حقاوي. وكل وزير من وزرائهم.