حميد زيد – كود//

لا يوجد كتاب أصلي. وعلينا أن لا ننخدع. بل نسخته المزورة فقط.

تلك المفروشة في الشارع. وفي الكشك. وفي بعض المكتبات. والتي يقترحها عليك بائع الكتب النسخة. في المقهى. والبار. وفي الطريق. وفي السوق. مع الجوارب النايك المزورة.

ولا توجد دور نشر.

ولا توجد حقوق.

وسوف يختفي المعرض الدولي للكتاب. ولن تبقى إلا نسخته.

النسخة التي قضت على الأصل.

النسخة القوية. والتي فرضت وجودها.

النسخة المزورة. الحية. وغير القانونية. هي التي تبقى. وهي التي تصبح الكتاب.

أما المعرض. أما ما يعرض فيه. أما ما يحدث فيه. فعابر.

وأي كتاب لم تظهر نسخته المزورة فهو في حكم غير الموجود.

وأي كاتب لم ينسخ بشكل غير قانوني فهو في العدم.

وكي تستحق اللقب فإنه عليك أن تتعرض للقرصنة.

ومن لم يقرصن لا يعول عليه.

فبعد أيام من الآن سنعود جميعا إلى عالم النسخ. ذلك العالم الحقيقي. والواقعي. والذي لا يوجد عالم غيره.

عالم مغربي خال من الكتاب الأصلي.

عالم يرى فيه الكاتب كتابه يباع لكنه ليس له.

إنه نسخة منه.

بعد أيام سوف نعود إلى نسختنا المزورة من الثقافة. ومن الأدب. ومن الحياة.

وإلى عالمنا الخالي من ادعاء الأصل.

الأصل الخرافة.

و إلى وجودنا “الكوبي”. وإلى لباسنا. وإلى كلامنا. وإلى سياساتنا النسخة.

وهذا القارىء الأصلي الذي يملأ أروقة المعرض. لا يغرنكم هذا القارىء. إنه سيختفي بدوره. كي يعود القارىء النسخة.

القارىء المتوفر. والحي.

القارىء الذي من لحم ودم.

الذي يقرأ روايات الجوائز الخليجية في طبعاتها غير القانونية.

ويقرأ يوفال نوح هاراري النسخة. وفي قلبي أنثى عبرية.

و يقرأ البيست سيلر.

ويقرأ الأدب الوردي.

حيث فرضت النسخة المزورة قوانينها. وذوقها. وصنعت جمهورها الكبير.

وصار المقروء. والناجح. هو المقرصن.

وبين الفينة والأخرى يظهر الأصل. ومرة في السنة. فيخرج القارىء الأصلي. والناشر الأصلي. والجمهور الأصلي. لكنهم سرعان ما يختفون.

ليفسحوا المجال للنسخ.

التي وحدها موجودة. وحاضرة. ويمكن لمسها. ويمكن تصفحها.

أما الأصل

من يزعم أنه يتصفح الأصل.

من يزعم أنه كان في المعرض الدولي للكتاب.