حميد زيد – كود ////
العلم الأوكراني خال تماما من السياسة. حسب بعض الديموقراطيات العريقة في أوربا.
العلم الأوكراني إنساني. ولطيف. وقضيته عادلة. ولذلك تجده في الملاعب. وفي الشاشة. وفي تضامن الغربي. وفي القمصان.
وفي الجدار. وفي البرامج. وفي السينما. وفي الشارع. وفي المسرح. وفي الميترو. وفي البرلمان. وفي السفارات.
العلم الأوكراني مرحب به في المدرجات الفرنسية.
و الدولة تشجع الجمهور على حمله. وعلى تبني قضيته.
ومؤسسات الكرة في أوربا.
والاتحادات مجمعة على ظهور العلم الأوكراني.
ولا مجال لأي رأي آخر.
ولا لأي نقاش.
بينما ممنوع منعا مطلقا حمل العلم الفلسطيني.
لأنه تحوم حوله شبهات سياسية
ولا يشبه في أي شيء العلم الأوكراني. البريء. والخالي من أي سياسة.
والسياسة حسب الفرنسيين لا يجب أن تختلط بالرياضة.
السياسة هنا هي فلسطين. وهي شعب فلسطين.
وهي أرض فلسطين المحتلة.
وهي إبادة الفلسطيني.
و لذلك يجب إخراج فلسطين من الجامعات. ومن قلب الطالب.
ومن الجمهور.
ومن الشارع. ومن المثقف. ومن الجريدة. ومن كل الناس.
وما عدا فلسطين فيعتبر فنا. ورقصا. وأخلاقا .و تضامنا. وفائض إنسانية.
وقد وبخ المسؤولون في فرنسا إدارة باري سان جيرمان لهذا السبب.
ولأن جمهور هذا الفريق رفع تيفو العلم الفلسطيني. تضامنا مع شعب يتفرج فيه كل العالم منذ أكثر من سنة وهو يباد.
كما حذروهم من تكرار هذا السلوكات والتصرفات غير المقبولة.
فلا مكان للسياسة في الملاعب تقول فرنسا الرسمية.
والسياسة هنا هي فلسطين فقط.
وهي التي لا مكان لها.
بينما يسمح بالتضامن مع كل الأقليات. ومع كل المظلومين.
ويسمح بحمل كل الرايات. وبالتعاطف مع كل القضايا.
لأن الفلسطيني وحتى وهو مقتول. وتحت الأنقاض. فهو يرفض وجود دولة لإسرائيل فوق جثته.
وفوق أشلائه.
ويرفض أن ينام الإسرائيلي فوق أطفال فلسطين.
ناهيك عن أن العلم الفلسطيني معاد للسامية.
ويكره اليهود.
ويحمل رموزا دينية تتناقض مع قوانين العلمانية.
ويروج أخضره لخطاب الكراهية.
وأحمره للدم. وأسوده للحزن. وأبيضه لإنكار المحرقة.
وقد تبدو لك الأعلام للوهلة الأولى متساوية.
لكن لا تكن مغفلا.
ولا تنخدع بالمظاهر.
فهناك أعلام بعيدة كل البعد عن السياسة مثل العلم الأوكراني.
وأعلام الأقليات.
وهناك أعلام ممنوعة وسياسية.
ولو دققنا النظر فيها نجد أن الأمر يقتصر على علم واحد.
هو العلم الفلسطيني.
الذي لم يعد مقبولا أبدا أن يظهر في الملاعب الفرنسية
ولا في المدارس العليا
ولا في الساحات.
ولا في أي مكان.
لأنه محرج.
ويشجع على التطرف. وعلى عدم الاندماج. وعلى الووكيزم.
ولأنه يزعج عمل الجيش الإسرائيلي
و يربكه
أثناء قيامه بمهمته المقدسة المتمثلة في تخليص الإنسانية من كل من يحمل هذا العلم في قلبه.
ولذلك كان جمهور ذلك الفريق الإسرائيلي على حق
حين نزعوا العلم الفلسطيني
من تلك البناية في أمستردام بهولندا
وقد فعلوا ذلك
لأنه يشكل خطرا على التعايش وعلى السلام
ولأنه ذو حمولة سياسية واضحة
على عكس العلم الأوكراني
والعلم الإسرائيلي بالخصوص الخالي من أي حمولة سياسية
والذي يتم التشجيع على رفعه
خفاقا
وكل من يعترض على ذلك
وكل من يشير إلى الجرائم التي ترتكب تحت لوائه
وكل من يرفع راية فلسطين عاليا
وكل من يهتف باسمها
فهو متطرف. وغير مندمج. وإرهابي. ومعاد للسامية.
و يحمله الووكيست.
إلى آخره. إلى آخره.
من هذه اللغة. ومن هذا المعجم. ومن هذا الخطاب الغربي المقزز.
والفاضح لكل من يتبناه
ومن يردده.