جماعات صغيرة من أشخاص يبدو من ملامحهم وطريقة لباسهم أنهم سلفيون تتنقل بين الأروقة. المشهد الذي قد يبدو عاديا، يصبح مثيرا للاهتمام، لزائر يتفرس الوجوه. فهي لا تعد على رؤوس الأصابع، بل بالعشرات. مجموعات السلفيين تكونت من العشرات من مغاربة يقبلون على دور النشر “الإسلامية” التي ملأت حيزا مهما من فضاءات العرض. بهذا تحول الملتحون والمحجبات إلى جزء كبير من زوار المعرض.  كتب “الجنة والنار” و”الشريعة على نهج السلف”، و”آداب الجماع الإسلامية”، عادت إلى بيت المعرض الذي كان أغلقَ أبوابه، أمام حضورها المكثف، بعد الأحداث الإرهابية التي شهدتها الدار البيضاء في ماي 2003. رغم أن دور النشر الدينية حضرت بقوة هذه السنة إلا أن أخرى تصنع الحداثة العربية عادت كما دأبت كل سنة إلى “المعرض الدولي للكتاب”. دور من قبيل دار “الطليعة”، و”رياض الريس”، و”الآداب”، ودار “الجمل” ومنشورات “الزمن”. هذه الكتب لها زوارها الذين يدمنون إصداراتها، ويأتون سنويا لاقتنائها” يقول ناشر مصري. الأخير وضع علما كبيرا لمصر جانب رواق داره، ولم يشكل الاستثناء في هذه المبادرة. عدة دور نشر مصرية تشارك بالدورة الحالية من المعرض رفعت أعلام بلادها عاليا فرحا بانتصار الثورة وإسقاط نظام حسني مبارك. الناشر مازح قارئا أراه أحد كتب الدار الذي كان بعنوان “مصر تعود إلى الخلف”. القارئ المغربي قال له إن الكتاب متجاوز وأن مصر الآن تسير إلى الأمام. تعليق المغربي لاقى موافقة المصري الذي بدا على وجهه الفرح، وهو يتلقى تهنئة المغربي، قبل أن يضيف أن مستقبلا مشرقا ينتظر المصريين وقطاع النشر الذي سيستطيع طبع كتب أكثر جرأة مما سبق.