حميد زيد – كود//
كل هذه الصور.
كل هذه الفيديوهات التي نُقلت إليكم من مسيرة الرباط.
كل هؤلاء المغاربة الذين يدعون أنهم جاؤوا من كل المدن والقرى للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
كل هذه الأخبار
كل هذه الحشود هي محض خيال.
كل هذه الكوفيات
كل هذه الأعلام
كل هذه الشعارات.
كل هذه الأرقام التي قدمها منظمو المسيرة هي غير صحيحة.
ومزيفة.
ولا تعكس الحقيقة.
فقد كنت حاضرا في المسيرة.
وحدي
ولم يكن معي إلا شرذمة من القوميين. وحفنة من بقايا اليسار.
كنا قلة.
كنا لا نُرى بالعين المجردة.
كنا مكشوفين بالذكاء الاصطناعي الذي لا يخطىء.
وقد فضحنا.
ولما عدت إلى البيت اكتشفت. ويا للعجب. أني لم أكن وحدي. مع تلك الشرذمة والحفنة.
بل معي عشرات. إن لم يكن مئات الآلاف. من المتظاهرين.
ومن الإسلاميين.
ولذلك أقول لكم إن ما رأيتموه هو مسيرة لا علاقة لها بالواقع.
و أجزم أن هناك من أقحم فيها وجوها من مسيرات سابقة.
وركبها.
وأضاف إليها. وزاد عليها.
وأدخل فيها مظاهرات من بلدان أخرى.
كي يحصل على هذه النتيجة. وكي يضخم من حجمها.
وكي يحاول أن يقنعنا بأن المغاربة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وضد الجرائم التي يرتكبها.
بينما هذا ليس صحيحا.
المغاربة اليوم يحبون إسرائيل.
ويتفقون مع الإبادة.
و غالبا أن جماعة العدل والإحسان هي التي صنعت مسيرة الرباط بتقنية الهولوغرام.
فهناك فرق بين المسيرة التي شاركت فيها وكانت فارغة.
وفاشلة.
ولم يستجب لها أحد.
وبين المسيرة الثانية الحاشدة التي صوروها لنا والتي يحاولون إيهامنا بإنها حقيقية.
و يقولون إنها تعكس ارتباط الشعب المغربي بالقضية الفلسطينية.
و لو لم أستيقظ في الصباح. وأتوجه إلى الرباط. لصدقتُ كل هذه الصور والفيديوهات.
لكني كنت في قلب المسيرة.
كنتٌ شاهدا.
وأؤكد لكم أن الذين حضروا كانوا يعدون على رؤوس الأصابع.
والشارع كان فارغا.
وصباح الرباط كان هادئا.
لذلك لا تنخدعوا وتصدقوا كل ما يعرض أمامكم.
وحتى لو كنتم في قلب المسيرة فلا تثقوا في ما ترونه.
لأنه وهم.
فجماعة العدل والإحسان معروفة بمثل هذه الألاعيب والحيل والخدع البصرية.
كما أن لها كراماتها.
وخوارقها.
وحتى لو أنها لم تصنع ذلك بتقنية الهولوغرام.
فإنه سبق لها أن تلقت في فترات سابقة دعما من الملائكة. كما حدث سنة 2004 . في مسيرة سابقة بالرباط للتضامن مع الشعب الفلسطيني والعراقي. حين شقت الملائكة السماء. وغطت أخوات الجماعة بأجنحتها.
وبعدها مباشرة صعد الرسول إلى حافلة كانت تقلن وهن في طريقهن إلى العاصمة. وقام بتوزيع التمر بالتساوي على نساء العدل والإحسان. مباشرة بعد خروجهن من مدينة آسفي.
وهذا الكلام ليس من عندياتي. بل هو عبارة عن شهادات نشرت في موقع جماعة العدل والإحسان.
ناهيك عن الأبدال.
وعن قدرة العدل والإحسان على إشراك الموتى وأهل القبور في المسيرات.
وعلى الحضور في أماكن متعددة دون أن يبرح الواحد منهم مكانه.
فتراه في باب الحد.
وتجده أمام البرلمان. وفي نفس الوقت أمام محطة القطار.
وحين تلتفت تراه فوق سيارة الهوندا. يهتف ويرفع الشعارات ويلهب حماس المشاركين.
وهذا معروف عنهم.
وسبق أن طبقوه في أكثر من مناسبة.
وفي أكثر من محطة نضالية.
وهو ما يجعلهم أقوى من الجميع.
وقادرين على تعبئة الموتى والأحياء واليسار واليمين والبورجوازية الصغيرة والأسر والأطفال والطلبة والنخبة والعوام والمتحجبات والمتبرجات في مسيرة واحدة.
وهذا ما يشجعهم على المزايدة على إخوانهم في العدالة والتنمية.
وهذا ما يجعل النهج واليسار الراديكالي يتعلق بهم طمعا في كرامة من كراماتهم.
و في أن تساعدهم الجماعة على مقاومة الانقراض.
لكن كل هذا ليس حقيقيا.
وتلك الحشود من المشاركين ليست حقيقية.
وكل ما نكتب عنه حول هذه المسيرة
وكل هذا الجدل
وكل هذا الحضور الكبير للمغاربة دعما للشعب الفلسطيني
هو خدعة بصرية
وإن لم يكونوا أبدالا يتنقلون بين المسيرات
و بين الموت والحياة والماضي والحاضر
فهم على الأرجح مصنوعون بتقنية الهولوغرام.
أما مسيرة أمس
فلم يشارك فيها أحد كما رأيت بأم عيني.
فليس بعسير على جماعة صوفية
تحفها الملائكة
أن تعبئ عشرات الآلاف من الأشباح
ومن الأرواح
ومن الأبدال
وتلفعها بالكوفيات الفلسطينية
موهمة السلطة
والإعلام
والمراقبين
بأن الأمر يتعلق باستجابة واسعة من المواطنين المغاربة
بينما لا أحد تقريبا حضر إلى المسيرة
ولا مسيرة كانت في الواقع.
رغم أن الظاهر والصورة يوحيان بعكس ذلك.