مغرب بلا حكرة، مغرب الكرامة والسمو القوانين وفصل السلط. مغرب بلا ماجيدي ولا الهمة وحواريوهم: نور الدين عيوش وعزيز أخنوش وأنس الصفريوي وبنصالح والقائمة طويلة. ليس مهما عدد المشاركين، فلو استطاعت الوقفات أو المسيرات أن تمر في أجواء سلمية كما هو مسطر إليها فسيكون مغرب الغد الرابح الأكبر. لقد ظهرت مؤشرات في اليومين الأخيرين عن تدخل سافر للسلطة: إرهاب للسكان ودفعهم إلى وضع سيناريوهات كارثية نتج عنه إقبال غير مسبوق على اقتناء المواد الغذائية تحسبا للأسوأ، كما جندت الدولة إعلامها المكتوب (لاماب) والسمعي البصري (دوزيم والإذاعات العمومية والخاصة) للتشكيك في تنظيم مسيرة 20 فبراير من أجل الكرامة. لا يبدو أن السلطات المغربية قد قرأت درسي تونس ومصر بشكل جيد، فقد لجأت إلى نفس الأساليب، تشكيك في المتظاهرين بل اتهامهم بالعمالة (كما فعل وزير الشبيبة والرياضة منصف بلخياط عندما أعلن أن حركة 20 فبراير تحركهم وتستغلهم البوليساريو). تناست الدولة أن هذه المسيرة فرصة لا تعوض أمام الدولة للقيام بإصلاحات عميقة، الكل يعلم أن أشياء كثيرة فاسدة في مملكة محمد السادس، والمغاربة الذين أعلنوا أنهم سيخرجون في مسيرة “الكرامة” يعتقدون أن الفرصة مواتية لإصلاح الملكية. دستور ديموقراطي يحدد المسؤوليات (الملكية والمنتخبون والحكومة) بشكل دقيق، والاتجاه نحو ملكية برلمانية. مطلب يطمح له الديموقراطيون في هذا البلد. المغرب قد يشكل الاستثناء في العالم العربي إذا ما استوعب جيدا عطش المغربي إلى التغيير.