أكد صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ووزير الاقتصاد والمالية، أن حزبه يطمح لاحتلال المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها والمرتقبة لشهر شتنبر المقبل، مخاطبا أعضاء اللجنة المركزية لحزبه بما معناه "طبعا، تعلمون أن الحصول على المرتبة الأولى في الانتخابات يعني قيادة الحكومة". 
 
مزوار الذي كان يترأس اجتماعا للجنة المركزية لحزبه يوم أمس بفاس، أعلن بالمقابل تأجيل مؤتمره الوطني الخامس الذي كان مرتقبا تنظيمه نهاية شهر يونيو المقبل، وذلك للتفرغ لتحضير الاستحقاقات الوطنية المقبلة بدءا بالاستفتاء على الدستور الجديد ووصولا إلى الانتخابات التشريعية ثم الجهوية. كما تهكم على خصومه الذين وصفهم بـ"الجبناء" قائلا ما معناه إن خزينة الدولة "تستفيد في نهاية المطاف من الأموال التي يدفعونها مقابل الرسائل الهاتفية التي يرسلونها لأعضاء الحزب من أجل التشويش والبلبلة".

ومعلوم أن الحزب قرر مؤخرا طرد عبد الهادي العلمي، عضو مكتبه التنفيذي، بسبب ما اعتبر "إساءة للحزب وأعضائه". من جهة أخرى واصل مزوار هجومه على الإسلاميين خاصا بالذكر السلفيين متهما إياهم "بالركوب على مطالب حركة 20 فبراير للرجوع بالمغرب إلى الوراء"، في حين سبق له أن هاجم جماعة العدل والإحسان الإسلامية المحظورة في نشاطا حزبي قبل أيام. 

 
"مزوار ينوب عن الأصالة والمعاصرة ورجله القوي، سابقا، فؤاد عالي الهمة في الهجوم على الإسلاميين" يشرح مصدر مقرب من قيادة الحزب. اجتماع اللجنة المركزية للأحرار شهد حضور مصطفى المنصوري، الرئيس السابق الذي أطاح به مزوار مطلع السنة الماضية بعد "حركة تصحيحية" خاضت صراعا طويلا مع المنصوري وأنصاره وتوجت بمجلس وطني انتخب خلاله مزوار رئيسا جديدا للحزب وتلقى تهنئة بذلك من الديوان الملكي بعد دقائق على إعلان نتيجة التصويت. المنصور عانق مزوار وتناول رفقته الغذاء في بيت محمد عبو، القيادي الآخر في الحزب، ما اتعبره مصدر "كود" صلحا بين الرجلين و"إشارة على استعداد الحزب للعب أدوار مهمة خلال المرحلة المقبلة".