أنس العمري ـ كود//

محاين مرضى (كوفيد ـ19) فكازا غادة وكتزاد مع هاد الموجة الشرسة للفيروس. فإلى جانب الصعوبات التي باتت تلاقيها الأسر للعثور على أسرة للإنعاش شاغرة في المستشفيات لذويهم الذين يعانون من مضاعفات خطيرة جراء الإصابة بالوباء، وذلك بعدما امتلأت غالبيتها عن آخرها بسبب التصاعد الكبير في عدد الحالات المسجل يوميا، وخصوصا الحرجة منها، فئة أخرى من تلك التي ابتليت بهذا المرض تواجه مشكلا آخرا أعقد.

ويتعلق الأمر بالحالات التي تتابع العلاج في المنازل، حيث انطلقت هذه الرحلة بالنسبة لعدد منهم في أجواء مرتبكة تثير قلق ذويهم عليهم.

مصدر هذا الارتباك هو استمرار مسلسل اختفاء أدوية توصف للتخفيف من مضاعفات المرض من الصيدليات، بل الأكثر من ذلك أن ازدياد هذا الوضع حدة بعدما التحقت مجموعة أخرى بالقائمة.

فخلال الأيام الأخيرة، طافت عدد من العائلات المدينة من شرقها إلى غربها بحثا عن أدوية بروتوكول العلاج، بعدما اصطدمت بنفاذها من غالبية الصيدليات.

ورغم هذا العناء، فإن عدد من هذه العائلات، وفق ما توفر ل “كود” من معطيات”، لم تفلح في العثور ولو على علبة واحدة من هذه الأدوية، بينما أخرى أثمرت جهودها إيجاد بعض الأنواع، في حين أن أخرى لم تجد لها أثر، وهو ما جعلها تدخل في دوامة خوف على أقربائها المرضى، لكونهم باشروا العلاج ب “بروتوكول منقوص”، ما يجعلهم معرضين لخطر بلوغ مراحل حرجة تضطرهم إلى بدء رحلة أصعب، وهي البحث عن أسرة شاغرة في أقسام الإنعاش. وقد يكون كل ذلك لا طائل منه، إذا ما وصلت حالاتهم إلى “مرحلة اللا عودة”، والتي قد لا تنفع معها التدخلات الطبية المستعجلة في إنقاذ حياة المريض.

ومن الوسائل المعتمدة في علاج مضاعفات الفيروس، والتي باتت مفقودة من الصيدليات حبوب الزنك و(فيتامين س)، والتي انضاف إليها (الكلوروكين)، الذي أضحى بدوره مفقودا، إثر وصفه لعدد من المصابين ب (كوفيد ـ19).

ويأتي هذا في وقت بدأ القلق يسيطر بشكل متزايد على ساكنة الدار البيضاء، بعدما عادت المدينة لتصبح أكبر بؤرة وبائية. وسادت هذه الحال وأضحت أكثر حدة مع تحويل هذا الفيروس عدد من المنازل بالعاصمة الاقتصادية إلى مآتم، عقب إزهاق الجائحة حياة عدد من الأشخاص، في الأيام الأخيرة، وذلك بعد صراع طويل لهم مع المرض في أقسام الإنعاش.