حميد زيد كود ///
بحثت عن سعد الدين العثماني في كل مكان ولم أجده.
وسألت عنه حزب العدالة والتنمية.
وقلبت صفحات الجرائد. وقرأتها خبرا خبرا. و سطرا سطرا. وتجولت في الفيسبوك.
ولم أجده
وفي الراديوهات
وفي الشاشات
وحتى في “أخبار اليوم” لا أثر له.
فمن رآه منكم.
من رآه له جائزة قيمة.
وما أدرانا. فقد يكون مفقودا. وقد يكون مختطفا. وقد يكون سرقه منا الخصوم.
بينما لا نسأل عنه. ولا نعلن عن بحث عن متغيب.
وننام ونصوم ونفطر ونحن لا نعلم أين رئيس حكومتنا.
وهل هو في بيته. وهل مشغول. وهل عائق يمنعه من الظهور.
فطمنا عليك.
هل أنت بخير.
هل ما زلت رئيس حكومتنا.
نريد فقط أن نراك. كي نطمئن عليك.
و لو من النافذة. ولو من الشرفة. ابعث رسالة. وقل لنا أنا موجود.
مجرد تلويحة باليد.
مجرد تحية من بعيد.
ولن نسألك عن أي شيء. ولن نحملك أي مسؤولية. ولن نذكر لك الحسيمة.
نحن خائفون.
ونحتاج في هذه الأوقات إلى رئيس حكومة يسندنا ويدعمنا.
وقد فكرت أن أسأل الهاكا.
وهل يقصيك الإعلام بشكل متعمد.
وهل يحاصرونك.
وهل يحاربونك. وهل يمنعونك من الظهور. وهل منحوك حصتك من الكلام
فقل لنا لنعرف.
وهل أنت رئيس الحكومة المنتظر.
هل أنت الغائب.
وهل موجود فعلا.
نحن لا نطالبك بأي شيء.
وشخصيا لا أريد إلا أن أكتب عنك. لكني لم أعثر عليك.
فماذا أحكي للقراء.
ماذا فعلت. وماذا لم تفعل. كي أكتب عنك.
لكنك مختف. ومعتكف. وترفض الخروج.
الجو جميل في رمضان. والهواء عليل. وكلنا نخرج بعد أن نشرب الحريرة. إلا أنت.
وأحيانا يظهرون لنا بعض الصور.
بينما لا نعرف هل جديدة أم قديمة.
وقد دخلت إلى موقع حزب العدالة والتنمية الإلكتروني. وقلت لا شك أنك ستكون هنا. لا بد أن تكون في ركن ما هنا.
لكن عبثا.
وقد اختفيت حتى من موقعك.
ولا أحد من إخوانك يذكرك بالاسم.
وفي الموقع وجدت فيديو لبنكيران. ووجدت أخبارا عن كل شيء. إلا عنك.
فهل خدروك.
هل نوموك.
هل اختطفتك جهة ما.
وهل أخفوك عن الأنظار.
وهل أنت في المغرب أم مسافر إلى الخارج في مهمة رسمية.
قل لنا
لنخرج في المظاهرات
قل لنا
لنطالب بإظهار الحقيقة
قل لنا
لنضغط على النظام حتى يخرجك إلى العلن ويزيل عنك الحصار المفروض
فلا يعقل أن نعيش بلا رئيس حكومة
وماذا لو أصابنا مكروه
ماذا لو قرر رئيس حكومة أجنبي زيارتنا
ولم يجدك
فهل يستقبله بنكيران
هل نرسل إليه عبد الوافي لفتيت ليسلم عليه بقبضة أمنية
ونقسم بالله
أن لا أحد يطلب منك أي شيء
ولا أحد ينوي محاسبتك
بل فقط نريد أن نراك وأن تبتسم لنا
نريد أن نشعر أننا نحن أيضا لنا رئيس حكومة مثل باقي الدول
وله رأي في ما يقع
وله قرارات يتخذها
ونريد أن نباهي بك الحكومات .
وربما أنت غاضب منا
وربما مشغول وتقرأ الكتب
وتفكر وتؤلف وتبدع
لكن هل ترضى أن تمضي ولايتك كاملة
ولا أكتب عنك حرفا كما لو أنك غير موجود. كما لو أنك لست رئيس حكومة.
فالأيام تمر وتسابق بعضها البعض
والحياة قصيرة
ولا أحد يضمن ماذا سيحدث
وقد يزحف علينا الثوار
وقد نموت
دون أن نرى بعضنا البعض
ودون أن نرى رئيس حكومتنا الذي نعتبره بمثابة والد لنا
ودون أن يطل علينا
كأنه لا يهتم بنا
وكأن أمرنا لا يعنيه
وكأننا يتامى
فلا تخجل
واظهر
ولا تظن أننا سنحاسبك
أو ننتقدك
فالكل يعرف أنك بريء
وغير مسؤول عن أي شيء
بل فقط نريد أن نشعر بأنك موجود
وأنك معنا
وإذا سألنا أحد عن رئيس حكومتنا
نقول له: ها هو.
هذا هو رئيس حكومتنا.